سيوشح العرض الشرفي الأول للعمل المسرحي الراقص "شاهد وشهيد" منصة بالمسرح الجهوي بسوق أهراس خلال شهر ديسمبر المقبل وذلك بمناسبة إحياء الذكرى 52 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 . ويندرج هذا العمل المسرحي الذي يعكف المؤلف والمخرج المسرحي أيوب عمريش على انجازه منذ قرابة شهر ويشارك فيه 12 فنانا بين ممثلين وراقصين. وتعرف المسرحية بكفاح وبطولات الشعب الجزائري ورموز الثورة التحريرية- عمريش على هامش حصة تدريبية بالمسرح الجهوي لسوق أهراس. وتصور مسرحية "شاهد وشهيد" التي هي من تأليف ذات المخرج والتي يقوم بإنتاجها المسرح الجهوي لسوق أهراس في قالب درامي مآثر وبطولات شهداء الثورة من خلال محاكاة بين الماضي والحاضر. وتستعرض المسرحية في شكل إخراجي يعتمد أساسا النص والصورة كأداة محاكاة للواقع ومحاولة ربطه بالماضي باعتباره امتدادا منطقيا له واعتمد مؤلف ومخرج هذه المسرحية إضافة إلى البنية النصية لوحات تعبيرية راقصة تجسد في بعدها مواقف من صميم واقع الثورة اعتمادا على الأحداث التاريخية للثورة في مشاهد فنية تعكس مدى القدرة على توظيف الحركة إلى جنب الكلمة لنقش وترسيخ آثار ومآثر أبطال الثورة الجزائرية في أذهان شباب الاستقلال. ويرى المؤلف أيوب عمريش أن نص هذه المسرحية يعتبر "رسالة إلى الحاضر المتجسد في جيل الاستقلال بكل شرائحه". ويرى المؤلف أن "الخطاب السياسي أصبح عقيما" وأن "البديل" يكمن في "الخطاب الفني بكل أبعاده الرمزية والجمالية لقوة تأثيره في المتلقي مهما كان انتماؤه" مشيرا الى الدور الذي لعبته الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية في فضح جرائم الاستعمار الفرنسي. وتنطلق أحداث مسرحية "شاهد وشهيد" بظهور الشهيد وهو يسائل الزمان والمكان والحاضر حول ما تركه من إرث ثقيل يرمز به إلى الوطن وهو يصيح "من أنا" لتأخذه الذاكرة بعيدا ويأخذ الجمهور إلى تلك الأحداث التي عاشها مع آخرين في مواقف بطولية مختلفة منبثقة عن كرونولوجية الثورة التحريرية منذ انطلاقها اعتمادا على بيان أول نوفمبر 1954كمرجعية تاريخية. ويتكرر سؤال الشهيد طوال العرض "من أنا" ليلقى الإجابة أخيرا عند الطيف الذي يجسده الشيخ الأعمى قائلا "أنت الشهيد" ليغوص الاثنان بين ثنائية السؤال ويتحولا في النهاية إلى "شاهد وشهيد". وتعد مسرحية "شاهد وشهيد" ثالث إنتاج للمسرح الجهوي لسوق أهراس بعد كل من مسرحية "آدم والوحش" الموجه للصغار ومسرحية "المشوهون" للكبار.