قال يحيى نايلي مدير دائرة التسويق في الشركة العمومية لتصنيع الدواء "صيدال"، أمس، إن فاتورة استهلاك مختلف المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية قد ارتفع في غضون العام المنقضي 2009 إلى 2 مليار دولار بعد أن كانت في حدود 500 مليون دولار في 1995. ورد ذات المسؤول هذه الوثبة الاستهلاكية الكبيرة إلى عدة أسباب، أهمها النمو الديموغرافي وبروز عدة أمراض جديدة لم تكن في قائمة الأمراض المقيدة في السجل الوطني للأمراض والأوبئة. وأوضح يحيى نايلي، أمس، في تصريح في برنامج "ضيف الأولى" الذي تبثه القناة الإذاعية الأولى، أن 62 بالمائة من الأدوية المستهلكة خلال العام 2009 مستوردة، بينما استقرت نسبة الادوية المصنعة محليا في حدود 38 بالمائة. وفي هذا الصدد، ثمن ذات المتحدث مساعي الحكومة التي أقرت إجراء منع استيراد أصناف كثيرة من الدواء، لاسيما تلك التي يتم تصنيعها محليا، لأن هذا المسعى سيسمح أولا بالتقليص من حجم الاستيراد وأيضا استحداث عشرات الآلاف من مناصب الشغل، موضحا أنه خلال السنة الجارية 2010 سيتم نفاذ المخزون المحلي من الدواء المستورد، الامر الذي سيدفع حتما إلى التوجه وبقوة إلى استهلاك الدواء المصنع محليا، وهو في غالبيته دواء جنيس مصنع محليا وفقا للمعايير والمقاييس والشروط المعمول بها دوليا، والتي يلح المصنع الام صاحب الرخصة التقيد والالتزام بمعايير التصنيع، وأضاف السيد نايلي أنه ومنذ 2008 تعكف مجموعة "صيدال" على تصدير كميات معتبرة من الدواء الجنيس إلى الأسواق الخارجية بعد سد الطلب المحلي، مؤكدا أن ما تم استيراده منذ ذلك التاريخ حتى اليوم هو عبارة عن أصناف لا تنتج محليا تقحم تدريجيا في السوق. ويتوقع ذات المسؤول أن ترتفع نسبة التغطية ل "صيدال" من 23 بالمائة المسجلة حتى نهاية الثلاثي الأخير من العام الماضي 2009 إلى حدود 30 بالمائة قبل نهاية العام الجاري، وذلك بعد طرح الشركة أنواعا جديدة من الأدوية في السوق موجهة لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض المزمنة. وشجب السيد نايلي استمرار بعض السلوكيات التي ما تزال تؤثر وبشكل مباشر على السوق، ومصدرها المستوردين الفوضويين للدواء والتي تعيق كل مبادرات تحسين قطاع الإنتاج المحلي، داعيا السلطات الوصية وعلى رأسها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات إلى التدخل العاجل من أجل وضع حد لهذه السلوكيات التي لا تخدم الاقتصاد الوطني وتضر المواطن المستهلك بالدرجة الأولى. وبخصوص جديد "صيدال" في خارطة المنتوجات الصيدالانية والدوائية، قال السيد نايلي إن مجموعة "صيدال" تستعد لوضع إستراتيجية مضبوطة تخص إنتاج الأدوية الموجهة لمرضى السرطان ابتداء من الثلاثي الثالث من العام الجاري وتمتد إلى غاية سنة 2015، حيث سيتم طرح تشكيلة واسعة من الادوية لعلاج مختلف أنواع هذا المرض المزمن. أما داء السكري، فإن المجموعة تسوق ومنذ قرابة 3 سنوات أصنافا عديدة من الأدوية وعلى رأسها حقن الانسولين التي ينتجها مركب "صيدال" بقسنطينة، رغم كل العراقيل التي واجهها المركب خلال السنوات الاولى من بداية الانتاج. وتطمح "صيدال" الى رفع التغطية الوطنية بحقن الانسولين الى حدود 80 بالمائة.