يعرف المجتمع في الأعوام الأخيرة ظواهر جديدة كانت فيما مضى تعتبر كالمحرمات. فدخول المرأة إلى المقهى مثلا شيئ لا يعرفه المجتمع، و لا يدخل في ثقافته،فإذا رأيت امرأة جالسة إلى مائدة في مقهى، ينصرف الاعتقاد مباشرة إلى كونها أجنبية، فلا يخطر ببال أحد أن تكون المرأة جزائرية، و تسمعهم يعبرون عن ذلك بقولهم:" عيب!"، و هذا الاعتقاد و السلوك هو نتاج تشبع المجتمع بالثقافة الإسلامية التي تسمح بأن تكون المرأة في أوساط الرجال تجنبا للفتنة و ما إلى ذلك. و من الظواهر التي لا يعرفها مجتمعنا أيضا، دخول غير الراشدين إلى المقهى بمفردهم، أي بدون مرافقة راشد، فصاحب المقهى نفسه يقوم مقام الأسرة بمنعهم من الجلوس ، و يمتنع عن تقديم الخدمة لهم، بل يطردهم و يتوعدهم بإبلاغ أوليائهم إن كانوا معروفين.. و كان الأطفال إلى ذلك يتهيبون من دخول أماكن لا يؤمها إلا الكبار، أما اليوم ، فقد انقلب كل شيء، و أصبح الأمر عاديا أن ترى المرأة الطفل في المقهى، يطلون الخدمة دون أن يجدوا أية مقاومة من أحد! هذا الأمر الذي يبدو لأجيال اليوم سلوكا عاديا تماما، مازال ينظر إليه بعض كبار السن بعين الاستغراب و التعجب و التقزز و الاستهجان و النفور، و يعلقون عليه بشتى التعليقات التي تعبر عن سخطهم و عدم رضاهم على تحول المجتمع إلى عبارة عن صورة مزيفة من المجتمع الغربي الذي لا يقيم وزنا لتعاليم الإسلام و لا يعتد بأية قاعدة أخلاقية من قواعد السلوك المتعارف في مجتمعنا.