لعل من بين ابرز المفاجآت التي حملتها قائمة الشيخ رابح سعدان إن لم تكن أكبرها هي استدعاء حارس " سلافيا صوفيا " البلغاري ، رايس مبولحي ، الذي وجهت له الدعوة لينظم إلى قائمة الحراس الأربعة الذين اختارهم سعدان لتربص سويسرا والذي ينطلق يوم 13 ماي، وهوما اعتبره كثير من المتابعين للشأن الكروي بمثابة المفاجأة من العيار الثقيل، كالحارس دريد وحمناد بل وحتى سرباح وغيرهم كثير ممن لم يهضموا خبر غياب الحارس المحلي ضمن مجموعة الحراس المنتقلين إلى سوسرا ، وما زاد في امتعاض هؤلاء أن سعدان كان قد صرح في آخر خرجاته الإعلامية في الخليج وبالضبط على قناة العربية أن الجزائر مهد الحراس الكبار وأن الجزائر في تاريخها الرياضي القديم والحديث لم تشكو أبدا ندرة الحراس "على المستوى المحلي" ،على عكس منتخبات كثيرة كالمغرب مثلا أوتونس وغيرها ، وقد برر هؤلاء امتعاضهم وقلقهم من مواصلة سعدان تهميش اللاعب المحلي مستدلين بتناقضه مع نفسه من خلال تصريحاته السابقة .حيث أكد أغلب من أخذنا رأيهم أن الحارس سيديريك أحق من مبولحى في مركز الحارس الرابع مستدلين بالأداء الطيب الذي قدمه حارس بجاية مع المنتخب الوطني للمحلين ومساهمته الكبيرة في تأهل الجزائر لكاس إفريقيا بالإضافة إلى أدائه الرائع مع ناديه بجاية ، عكس مبولحي الذي لم يكن له أي دور في تأهل الجزائر لكاس العالم لا من قريب ولا من بعي. وإذا صدقنا بمقولة سعدان هذه ، فإننا لا نكاد نفهم إصراره جلب حارس "سلافيا" عوض الاستعانة بخدمات سيديريك وهذه نقطة. أما النقطة الثانية فهي أننا في القسم الرياضي" للأمة العربية "نملك حسا رياضيا حضاريا ومتفهما لأبعد الحدود، ولا نحكم على مستوى أي لاعب قبل أن نراه في الميدان ، ورغم أننا نؤمن بأن هناك أندية كبيرة تريد انتداب الحارس مبولحي على غرار نادي مانشستر يونايتد الذي يتواجد معه الحارس حاليا لتجريبه، ورغم أننا نعترف انه اختير كأحسن حارس في بلغاريا لموسمين متتاليين، ورغم أننا نثمن هذا الإنجاز ونحسبه لمصلحة الجزائر، إلا أننا بالمقابل وعلى النقيض تماما ننظر بعين الشك لمكانة الحارس زماموش مستقبلا مع الخضر، بل نكاد نجزم بان سعدان قد حسم أمر الحارس الثالث للمنتخب والذي سيكون من دون شك مبولحي وإلا لماذا يقوم سعدان باستدعاء حارس من شرق أوروبا إن لم يكن ينوي إشراكه في المونديال وفي قائمة 23 لاعبا المعنيين بالسفر إلى جنوب إفريقيا إذ كان يكفيه توجيه الدعوة لسيديريك ليكون حارسا ثالثا، لكن سعدان له رأي أخر، من خلال مواصلته تهميش اللاعب المحلي، لتسقط ورقة أخرى من أوراق لاعبي البطولة المحلية .ويبقى أن ما تداولته بعض وساءل الإعلام من إغداق المديح على مبولحي هوما أثار حفيظة الشيخ ما حمسه للإسراع لخطف الحارس دون الوقوف على مستواه شخصيا دليل ان الحارس كان قد فقد الأمل في المشاركة مع الخضر لينزل الخبر على الحارس الذي لم يصدق الأمر في البداية. ورغم أن الشيخ سعدان رجل له باع طويل في الملاعب إلا أنه لا يوجد من لا يخطىء لهذا يأتي دورنا نحن الصحافيين لنوضح الرؤية أكثر فأكثر للشيخ لعله أغفل شيئا ولهذا نتمنى أن يتقبل الشيخ وطاقمه انتقاداتنا ألبنائه طمعا في مصلحة المنتخب الوطني. قبل كل شيء لأن الأمم تبنى بالنقد .