أحدَث نبأ إختيار الحارس رايس مبولحي وهاب حارس مرمى “سلافيا صوفيا“ البلغاري ليكون ضمن التشكيلة الرسمية للمنتخب الجزائري المشارك في مونديال جنوب إفريقيا، صدى كبيرا في الأوساط الإعلامية البلغارية التي تسارعت إلى نقل الخبر معتمدة على المصادر الإخبارية الجزائرية، إذ أبدت مختلف القنوات الإعلامية تفاعلا كبيرا، خصوصا أن حارس سلافيا سيكون الممثل الأوحد للبطولة البلغارية في أكبر محفل كروي عالمي وهو ما يعتبر إنجازا تاريخيا، خاصة لنادي “سلافيا“ أعرق الأندية الرياضية في بلاد الأُسطورة “ستويشكوف”. ڤالين إيفانوف (لاعب سلافيا): “مبولحي استحق الإستدعاء وأتوقع له النجاح” وفي نفس السياق، صرح “ڤالين إيفانوف” نجم “سلافيا صوفيا” وأحسن لاعب شاب في البطولة البلغارية في السنتين الأخيرتين، أن زميله مبولحي استحق بجدارة استدعاءه إلى كأس العالم لتمثيل المنتخب الجزائري، معبرا عن أن سعادته كبيرة بذلك وأضاف الدولي البلغاري قائلا: “أعتقد أنها فرصة كبيرة أمامه لإثبات قدراته الكبيرة أمام الجميع، أنا سعيد جدا من أجله، رايس وهاب مكسب كبير للمنتخب الجزائري، أتمنى له النجاح وأعتقد أنه سيكون عند حسن ظن الجميع”، ويأتي تصريح “إيفانوف” ليؤكد على أن حارس سلافيا بمقدوره تقديم الإضافة المرجوة ل “الخضر” في حال الاعتماد عليه من طرف الناخب الوطني. أول لاعب أجنبي في تاريخ النادي يُشارك في المونديال وباختياره ضمن تعداد المنتخب الوطني المسافر إلى جنوب إفريقيا في مهمة تشريف الكرة الجزائرية، سيكون مبولحي أول لاعب أجنبي سيشارك في كأس العالم على مدار تاريخ النادي البلغاري العريق، الأمر الذي يعد تشريفا كبيرا للحارس الجزائري المتألق، كما من شأن هذا الاستدعاء أن يضع نادي “سلافيا” ضمن خريطة الأندية المعروفة على الصعيد العالمي، خصوصا أن هذا الأخير غير مشهور مقارنة بالأندية الأخرى في العاصمة البلغارية ك “ليفسكي صوفيا” و”تشيسكا صوفيا” المُشاركين بصفة منتظمة في مختلف المنافسات الأوروبية، من جهة أخرى، أصبح مبولحي ثاني لاعب أجنبي من البطولة البلغارية سيحظى بشرف المشاركة في المونديال، بعد الجنوب إفريقي “ماكدونالد موكاسي” الذي شارك رفقة منتخب بلاده في مونديال كوريا واليابان، إذ كان يتقمص آنذاك ألوان نادي “لوكوموتيف صوفيا”. “سلافيا” الرابح الأكبر وسيستفيد من 21 ألف أورو في أسوأ الأحوال سيكون نادي “سلافيا صوفيا” المستفيد الأكبر من مشاركة حامي عرينه في المونديال الإفريقي القادم، إذ سيتحصل الفريق البلغاري على مبلغ 1500 دولار يوميا تمنحها “الفيفا“ للأندية التي سيشارك لاعبوها في كأس العالمية، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن “سلافيا” سيستفيد في أسوأ الأحوال من 21 ألف دولار وذلك في حال خروج المنتخب الوطني من الدور الأول، أما إن نجح أشبال سعدان في تحقيق نتائج إيجابية وتأهلوا إلى الأدوار اللاحقة فستتضاعف القيمة التي من شأنها أن تفيد النادي قليلا، خصوصا إذا علمنا أن فريق الرئيس “فينسلاف ستيفانوف” يعيش أزمة مالية خانقة اضطرته إلى الاعتماد على سياسة التقشف، من خلال تخفيض الأجرة الشهرية للاعبين وكذا بيع بعض العناصر البارزة على غرار الصربي “بوبارا” المنتقل إلى “دي غراف شاب” الهولندي. قرار بيعه لا رجعة عنه والوجهة الأوروبية أقرب إلى التحقيق كما ذكرنا سابقا، فالصعوبات المالية التي تواجه سلافيا في الفترة الأخيرة ستحتم عليه بيع أبرز نجومه من ضمنهم رايس مبولحي أحسن حارس في بلغاريا للموسم المنقضي، حيث قرر رئيس الفريق “فينيسلاف ستيفانوف“ بيع حارسه بصفة رسمية لأحد الفرق الأوروبية، حيث سيباشر المفاوضات مع الأندية الراغبة في التعاقد مع الدولي الجزائري بعد المونديال الإفريقي حسب ما ذكرته مصادر صحفية بلغارية، كما لا يستبعد أن يتم تسريح حارس “الخضر“ الجديد لأحد الأندية المحلية في صورة “ليتكس لوفيتش“ الحائز على لقب البطولة البلغارية هذا الموسم والمشارك في رابطة الأبطال الأوروبية الموسم القادم، وذلك إن فشلت عملية تحويل مبولحي إلى إحدى الوجهات الأوروبية. من القسم الثالث الياباني إلى حارس مونديالي يُمكن القول في الأخير، إن مسيرة مبولحي في عالم الكرة المستديرة لم تكن مفروشة بالورد، إذ عانى هذا الحارس الكثير من أجل الوصول إلى المستوى الحالي الذي يتمتع به، حيث يمكن تسمية حارس سلافيا بالرحالة، خصوصا إذا علمنا أنه جاب العديد من الأندية والبطولات الأوروبية بمختلف مستوياتها، بدءا بالبطولة الاسكتلندية الممتازة ثم اليونانية في قسميها الثاني والثالث وصولا إلى بلغاريا، دون نسيان تجربته الآسيوية في نادي “رُيوكيو” من الدرجة الثالثة اليابانية، الأمر الذي يجعلنا نعتبر أن استدعاءه إلى المنتخب الجزائري بمثابة (الكرز الذي يوضع على قالب الحلوى) نظير تضحياته الكبيرة وتطور المذهل في مستواه، خصوصا أنه كان حارسا مغمورا قبل فترة وجيزة من الآن ليصبح موندياليا في سيناريو أقرب إلى الخيال.