على الرغم من التوسع الذي عرفته مدينة الميلية في السنوات الأخيرة والتي رشحتها لان تكون ضمن الولايات المنتدبة التي كثر الحديث عنها خلال الأشهر الفارطة الا أن هده المدينة التي تقع على بعد حوالي (60) كلم عن عاصمة الولاية جيجل لازالت تتخبط في مشاكل لاحصر لها سيما في مجال التهيئة الحضرية التي تسابق الزمن لحلها، فبالرغم من الورشات المفتوحة هنا وهناك بهذه المدينة التي سماها أحد المنتخبين ذات يوم بمدينة المتناقضات السبعة الا أن المتجول بشوارعها لايكاد يلمس أثرا لهذه المشاريع التي تستنزف سنويا عشرات الملايين حيث تحولت شوارع باكملها الى شعاب ووديان بعد أن جرفتها مياه الأمطار المتدفقة . هذه الشوارع التي شوهت وجه المدينة وباتت بمثابة شبح يلاحق منتخبيها الذين عجزوا لحد الان عن تجاوز هذا الوضع المزري . ويبقى شارع القل الذي يعد أحد الشوارع الرئيسية بمدينة الميلية والذي يربط بين وسط المدينة وحي لمريجة مرورا بحي عجنق أحد الأمثلة الحية على الحالة المزرية التي بلغتها شوارع الميلية، وهي الحالة التي باتت على كل لسان في هذه المدينة المهترئة حيث يكاد يجزم المار بالشارع المذكور بأنه في قرية نائية بل في منطقة ريفية من كثرة الحفر التي تغطي هذا الشارع والتي دفعت بأصحاب السيارات الى تحاشيه وهو ماينطبق حتى على المترجلين الذين باتوا يحسبون ألف حساب قبل ولوج هذا الشارع خوفا من السقوط في حفرة أو بالوعة قد تدخلهم المستشفى خاصة في الأيام الماطرة التي يتحول فيها الشارع المذكور الى قطعة أرضية عائمة يصعب اختراقها حتى بالأحذية البلاستيكية، وهو ماينطبق كذلك على شارع الشمال وكذا شوارع أخرى على غرار شارع بولعتيقة وشارع بولطيف اللذين انطلقت بهما أشغال التهيئة منذ مدة دون أن تصل مرحلتها النهائية وهو ما ينذر بتأزم وضعية مرتادي هذين الشارعين خاصة مع اقتراب فصل الصيف .. ولم يتوقف الامر عن الشوراع بل امتد الى محطة المسافرين التي اصبحت بمثابة فضاءات تتخلها مشاهد الفضلات والأوساخ المترامية هنا وهناك وبعد الكلام الكثير الذي قيل عن هذه الأخيرة واستبشار مستعمليها خيرا بعد غلقها مؤخرا أمام حافلات نقل المسافرين بغرض اعادة تهيئتها بما يتناسب ودورها الهام تفاجأ الجميع بعد اعادة فتحها بمحافظتها على صورتها القديمة حيث لايكاد يُلمس أثر للأشغال التي يفترض أنها استفادت منها هاته الأخيرة ولاحتى للتحسينات التي قيل بأنها أدخلت على هذه المحطة التي حافظت بعد قرابة أسبوعين من غلقها على ديكورها القديم .