قرر الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي اختار شعار من أجل "جزائر قوية وآمنة" عوضا لشعار "العزة والكرامة" التي لا يختلف فيها اثنان أنها قد استرجعت للجزائريين بفضل العمل الكبير الذي قام به بوتفليقة في العهدتين السابقتين، أن يبدأ حملته الانتخابية بإطلاق "بارود عرّاسي" من الأوراس العالي لشعبة الغالي، وهي الطلقات التي ستكون في يوم 19 مارس التاريخي وهو يوم له رموز ودلالات على أن كل الجزائريين بمختلف مشاربهم ومناهلهم السياسية والإيديولوجية هم من عشاق السلم والسلام والأمن والأمان، كيف لا و19 مارس يشكل للجزائريين يوما للانتصار الحقيقي بعدما سقطت دماء وأرواح ما يفوق المليون ونصف المليون شهيد من أجل استرجاع الأرض الغالية. المترشح عبد العزيز بوتفليقة والذي سوف يدشن حملته الانتخابية من عاصمة الأوراس اختار ولاية باتنة حسب تصريحات ممثله الشخصي والأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، لأسباب تاريخية، أسباب من دون شك جعلت "سي عبد القادر" يكمم أفواه بعض عشاق ومروّجي الفتن وعازفي سنفونية الجهوية المنبوذة لدى رئيس مترشح أقنع غالبية الشعب بأنه ينبذ هذه السنفونية وبرهن بالفعل لا بالقول بأنه يعشق محتوى البيت الشعري للعلامة ابن باديس "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب" هذا البيت الشعري الذي كثيرا ما ردّده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الكثير من المناسبات وحتى دون مناسبات. الرئيس بوتفليقة الذي سوف يجوب 20 ولاية عبر الوطن من أجل شرح برنامجه الانتخابي وبغية الظفر بعهدة ثالثة تمكّنه من دون شك من إكمال برنامجه الخماسي الذي يمتد من سنة 2009 إلى سنة 2013 حيث خصص له الرئيس في برنامجه الانتخابي مبلغ 150 مليار دولار بالإضافة إلى تعزيز المصالحة الوطنية وترقيتها مع إبقاء باب التوبة مفتوحا بالنسبة للمغرر بهم، هذا فيما يحتوي البرنامج الانتخابي للسيد بوتفليقة على تقسيم إداري جديد يهدف من دون شك إلى تقريب المواطن أكثر فأكثر من إدارته ونجد أيضا أن المترشح بوتفليقة قد عزم فعلا على ترقية دور المرأة ومنحها دورا سياسيا أكثر، كما أنه أكد في برنامجه المقرر طرحه على الشعب على ترقية دور الإعلام ودعم حرية الصحافة وهي كلها محاور أراد بوتفليقة أن يبدأ بالإعلان عنها من عاصمة الأوراس، وهو ما يعتبر تشريفا بالغ الأهمية لمنطقة أراد الكثير من أصحاب مروجي الفتن أن يجعلوا منها منطقة ذات خصوصية رغم أنها منطقة من مناطق البلد الواحد الموحد، وهي الرسالة التي بعث بها بوتفليقة إلى كل هؤلاء، كما أنها رسالة سياسية واضحة إلى مواطني منطقة الأوراس الأشم بأن المجاهد المترشح بوتفليقة لا يحمل أي حقد أو ضغينة إلى سكان هذه المنطقة التي تعرض فوق أرضها لمحاولة اغتيال، فيما كان يتفقد المشاريع التنموية التي تخص سكان الولاية من بينها إيصال الماء الشروب للسكان لأنه يعلم أن الإرهاب لا أصل ولا فصل له. بوتفليقة الذي اختار باتنة كأول محطة انتخابية له لم يستثن باقي ولايات الوطن، بحيث سيزور مختلف جهات الوطن الأربعة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وهي رسائل واضحة لأعداء الجزائر بأن الرئيس لا يفرق بين منطقة وأخرى ولا جهة على جهة، وكما كان رد منطقة الأوراس قويا ومدويا في انتخابات 2004 بتحصل الرئيس المترشح آنذاك على نسبة فاقت ال 90 بالمئة من الأصوات، سيكون الرد هذه المرة من دون شك يضاهي أو يفوق ما حملته نتائج رئاسيات 2004، ذلك أن كل المؤشرات توحي بأن بوتفليقة سيحصد غالبية أصوات الناخبين مقارنة بباقي المترشحين.