يبدوأن "التنين الصيني" قد قرر أكثر من أي وقت مضى تعزيز تواجده بالجزائر منة خلال النشاط الاستطلاعي الذي تباشره فرق استقدمت إلى معرض الجزائر الدولي لجمع أكبر عدد من المعلومات الاقتصادية والديموغرافية وحتى معطيات النسق الاجتماعي ( الدخل الخام للمواطن ومستوى المعيشي وقيمة الدينار الجزائري ). وتجوب هذه الفرق يوميا وبشكل متواصل بنظام مناوبة دقيق كل أجنحة المعرض مزودة بآلات تسجيل وكاميرات رقمية، الهدف "بناء قاعدة معلومات ورسم أرضيات عمل تكون ركيزة مدعمة لدراسات الاندماج " التي تحرص وزارة الاقتصاد الصينية على إعدادها دوريا وتخص الاقتصاديات الناشئة . ومعلوم أن هذه الخطة تنتهجها الصين في محيط الاقتصاديات الناشئة منذ عقود وتقضي جمع المعلومات والمعطيات الاقتصادية من غير مصادر الرسمية، الهدف منها التأسيس لبنوك معلومات تسهل من مهام القائمين على دراسات الاستشراف والتخطيط الصينية التي تتخذ في العادة مثل هذه المعلومات ك "باروميتر " يوضع تحت تصرف المتعاملين الاقتصاديين الصينيين الراغبين في الاندماج عبر مختلف الأسواق الناشئة سيما في دول الشمال الإفريقي ودول الساحل ووسط غرب إفريقيا. وقد جندت وزارتا التخطيط والاقتصاد وأيضا الهيئات التي تعنى بمسائل الاستثمار الصيني المباشر إمكانيات كبيرة مكن أجل إنجاح مشاريعها الاستشرافية المهمة جدا في تحديد وضبط أجندة العمل الاقتصادي الخارجي. وقد سجلنا خلال الأيام الثلاث الأولى من بداية فعاليات معرض الجزائر الدولي FIA في طبعته الثالثة والأربعين الذي ستتواصل إلى غاية السابع من الشهر الجاري نشاط مكثف للدوريات الاستطلاعية الصينية، وقد دعمت عملها الميداني بإجراء استبارات رأي متخصصة ومنظمة تخص العديد من مجالات النشاط الاقتصادي بمعنى أن الصين تراهن على قطاعات حيوية مثل قطاع البنى التحتية ( الاتصالات والري وتحلية المياه والأشغال العمومية والنقل ..) وأيضا قطاع الإلكترونيات وقطاع الصناعات نصف مصنعة وقطاع الخدمات بشكل عام . وتقود الصين حاليا استثمارات مباشرة ضخمة في العديد من الدول العربية والإفريقية ومن ضمنها الجزائر خصوصا في قطاع البناء والإنشاء والتي وصفتها الدوائر الرسمية في بكين ب "المهمة والمربحة" جدا لذلك فهي تراهن على تكثيف تواجدها أكثر في السوق الجزائرية لكن هذه المرة برؤية ومنظور آخر بمعنى أن الصين تحاول كسب الجزائر ليس كسوق في حد ذاتها بل ك "بوابة" نحوأسواق إفريقيا السوداء وهي الخطة المستقبلية للمتعاملين الاقتصاديين الصينيين على المديين المتوسط والبعيد . يرتقب أن تحتضن منطقة "نينغشيا" وهي مقاطعة ذاتية الحكم بشمال الصين الغربى فعاليات أول منتدى اقتصادي وتجاري" صين عربي" في فترة الممتدة ما بين 19 و23 سبتمبر المقبل. وأوضح مسؤول من حكومة المنطقة فى مدينة ينتشوان أن هذا المنتدى يهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية والاستخدام الكامل ل" سوقين ونوعين من الموارد " وتسريع مسيرة انفتاح الصين على العالم. وسيقام المنتدى برعاية وزارة التجارة الصينية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الخارجية وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع الدول الأجنبية وحكومة منطقة "نينغشيا" ووزارة الخارجية الصينية ولجنة الدولة للتنمية والإصلاح و43 وزارة ولجنة أخرى صينية. وقال مسؤول من مديرية التجارة لمنطقة "نينغشيا "إن المنتدى سينشط، من خلال عرض السلع والاستثمار والتعاون، وسيدعو أكبر 500 مؤسسة فى العالم وأكبر 500 مؤسسة فى الصين للمشاركة فيه ودعوة كبريات مؤسسات المشتريات في الدول العربية لشراء السلع فيه ودعوة المؤسسات ذات المزايا المكملة مع الدول العربية وتعزيز التجارة المتبادلة وتنفيذ المشروعات المشتركة. وسيقام على هامش المنتدى جناح المنتجات ذات الخصائص من المقاطعات والمدن وجناح الأطعمة الإسلامية ولوازم المسلمين وجناح الدول العربية وجناح التبادل الدولي وجناح التعاون الإقليمى وجناح منتجات مقاطعة تايوان وجناح السلع الشاملة. يذكر أن استضافة الصين للمنتدى تعد انعكاسا ملموسا للتوسيع الشامل للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية والتوسيع النشط لنطاق التجارة وتعزيز مجال التعاون في الطاقة مثل النفط والغاز الطبيعي وزيادة تجارة المنتجات عالية وجديدة التكنولوجيا والتشجيع على الاستثمار في الاتجاهين.