استضافت مدينة اسطنبول بتركيا أمس، أعمال منتدى "التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا" التي تضم عددا كبيرا من قادة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشبه الجزيرة الكورية، وسط توقعات بأن تستغل تركيا هذا التجمع الدولي لفرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي عقب ارتكابها مجزرة في حق متضامني "أسطول الحرية" في عرض مياه البحر الإقليمية . وشارك زعماء كل من روسيا، باكستانوأفغانستان بالإضافة إلى إيران وسوريا في أعمال القمة التي تضمن بيانها الختامي إدانة الهجوم على "أسطول الحرية"، الذي أسفر عن مقتل تسعة أتراك. فيما يهدف المنتدى إلى الحد من خطر نشوب صراعات إقليمية، إلا أن القمة هيمن عليها مناقشة الهجوم على سفينة المعونة التركية ومعاناة الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا . وتعتبر إسرائيل واحدة من 20 عضوا بالمنتدى، إلا أن نائب رئيس الوزراء دان مريدور ألغى زيارته إلى تركيا بتوصية من جهاز الأمن العام "الشاباك"، خشية تعرضه لانتقادات من الدول التي شاركت في القمة، على خلفية ارتكاب إسرائيل مجزرة في حق القافلة الإنسانية التي كانت تقل مساعدات إنسانية إلى أهل القطاع المحاصر . وشارك في أعمال المنتدى الرئيسان محمود أحمدي نجاد والفلسطيني محمود عباس من بين ثمانية رؤساء شاركوا في القمة، فيما حضر الرئيس السوري بشار الأسد كضيف، إلى جانب مشاركة رؤساء أفغانستان، أذربيجان، كازاخستان، ومنغوليا، وأيضا نائبي رئيسي العراق وفيتنام، فضلا عن مسؤولين رفيعين من الكويت والصين. واستبق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان افتتاح أعمال المنتدى بالدعوة إلى إيقاع عقاب دولي بإسرائيل لهجومها على سفينة "مرمرة" التركية، مطالبا بضغط دولي قوي من أجل رفع الحصار عن غزة. حيث قال "العلاقات بين تركيا وإسرائيل لن تعود أبدا لسابق عهدها"، متهما إسرائيل بالكذب. وأضاف" أن الحجج الإسرائيلية حول الاعتداء على أسطول الحرية لا تقنع أحدا وهي واهية مضيفا أن ما قامت به إسرائيل هو عمل إجرامي. وتابع أن إسرائيل تحاول التغطية على هذه الجريمة، معتمدة على من يدعمها ويشجعها على مثل هذه الأعمال في إشارة منه إلى الإدارة الأمريكية التي رفضت إدانة إسرائيل خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي عقب مجزرة الحرية، موضحا أن سياسة الاحتلال قائمة على القوة المفرطة، وما يقوم المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة ليس كافيا. وشدد أردوغان على ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في مجزرة الحرية، داعيا إلى عدم السماح بمرور هذه الجريمة دون عقاب، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك ردود فعل حازمة ضد إسرائيل.