بعد خراب بغداد وسقوط الأندلس وانتهاء الحرب العالمية الثانية، اكتشفت مصر أن غزة محاصرة، وطالبت المجتمع الدولي بإعادة النظر في هذا الحصار. غزة هذه لا تقع خارج خارطة العالم، ولا تتواجد أمام القارة المتجمدة وليست في وسط مثلث برمودة، كي تعمى عليها مصر ولا تكتشفها إلا خلال هذه الأيام، إنها تقع على مرمى حجر من حدود مصر، ولو رمى مبارك كل يوم بيده علبة حليب لوقعت في يد طفل غزاوي. لكن مصر استفاقت على نغمة إسرائيلية ومن بيت الحكومة الإسرائيلية نفسها بعدما طالب وزراء من الكيان اللقيط، بحث سبل فك الحصار عن غزة والحفاظ على أمن إسرائيل. ولأن مبارك يحكم دولة عربية اسمها مصر، وجد أن رد فعل الصهاينة أكثر شرف منه، فراح يفك الحصار عن نفسه، قبل أن تجرفه الأحداث ويطالب كما طالب بعض الصهاينة بفك الحصار، فوزراء في إسرائيل ليسوا أحسن منه، ولأنه أيضا شقيق نتن ياهو وباراك ومن قبل شارون من رضاعة المعاونات المالية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر والكيان اللقيط، فطبيعي أن لا يشذ عن القاعدة الإسرائيلية، والسبب الآخر أن رجلا في الدولة العثمانية ظهر اسمه طيب رجب أردوغان، تحدى الكيان الصهيوني وكسب ود الشعب المصري والعربي على حد السواء، وتوعد الكيان اللقيط ورفع يده في وجه أسياد مبارك، وأكد أنه سيقود قوافل مساعدات إلى غزة بنفسه، فوجد هذا المبارك نفسه يساير الموجة، بعدما صار اسمه مرادفا للعمالة. ولأن السرب هذه المرة توحّد وغرد بنغمة واحدة، فلم يجد مبارك بدا من الدخول إلى هذا السرب، ولكنه وللأسف كان ينعق ولم يكن يغرد.