في هجوم قوي تبنته حركة طالبان على قوات الحلف، تعرضت قاعدة عسكرية مهمة للناتوفي جلال آباد شرق افغانستان أمس، الأمر الذي سيجعل الإدارة الأمريكية في مأزق كبير بعد تصاعد قوة طالبان في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير في صفوف جنوالحلف لا سيما الأمريكيين. وأعلن متحدث باسم قيادة الحلف في كابول. أن القاعدة العسكرية في جلال آباد تعرضت أمس لهجوم من قبل حركة طالبان، فيما أكد احمد ضياء عبد الضائي المتحدث باسم حكومة ولاية ننغرهار المحلية التي تعتبر جلال آباد كبرى مدنها، أن انتحاريين شاركون في عملية الهجوم التي استهدفت قاعدة عسكرية تعتبر واحدة من أهم القواعد العسكرية للناتو. وتعتبر قاعدة جلال آباد وهي في الواقع قاعدة ومطار عسكري في الوقت نفسه، من أبرز قواعد الحلف الأطلسي في أفغانستان بعد قاعدتي قندهار وباغرام، اللتين تعرضتا لهجمات من قبل طالبان في الأشهر الماضية. وهي الحادثة التي أخلطت أوراق الناتو. ويأتي الهجوم الجديد في وقت تشهد فيه القوات الدولية أسوأ شهر لها في جوان، مع مقتل مئة جندي في شهر واحد وذلك للمرة الأولى منذ الإطاحة بحركة طالبان في أواخر العام 2001. ويمكن مقارنة هذا الحجم من الخسائر بما تعرضت له القوات الدولية لا سيما الأمريكية خلال أسوأ مراحل الحرب في العراق في العام 2007. كما تمت إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من قيادة القوات الدولية في أفغانستان. وسعى خليفته الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس أول أمس، إلى الطمأنة حول مسار الحرب، إلا أنه توقع في الوقت نفسه معارك عنيفة في الأشهر المقبلة. من جهة أخرى،حذر الجنرال "ديفيد بترايوس" من ارتفاع حصيلة الخسائر في صفوف القوات الأمريكية خلال الشهور المقبلة، مشيرا إلى أن قوة حركة طالبان في تصاعد واستطاعت في السنوات الماضية توسيع رقعة نفوذها وسيطرتها على الأرض. وتطرق بترايوس في إفادته أمام الكونغرس إلى موعد الانسحاب المنتظر من أفغانستان، مشيرا إلى أن الرئيس باراك أوباما لم يقل بأن الانسحاب سيبدأ في جويلية 2011 وإنما أشار إلى أن العملية المؤدية إلى الانسحاب ستبدأ في هذا التاريخ وهوما أثار عاصفة من الجدل بين نواب الكونغرس. وفي المقابل، دافع السيناتور الجمهور جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن موقف بترايوس، قائلاً إن على الولاياتالمتحدة عدم تحديد مواعيد مسبقة لخطواتها العسكرية بل اختيار لحظة مغادرة أفغانستان وفقاً ل"الأوضاع علىالأرض". وأضاف ماكين أن قيام واشنطن بإعلان رغبتها في مغادرة أفغانستان العام المقبل قلل من الدعم الدولي الذي كانت تحظى به على الصعيد العسكري، باعتبار أن المهمة قاربت على الانتهاء وانعكس ذلك سلباً على الوضع.