لا تزال مسألة منصب مدرب المنتخب الوطني ترخى بضلالها على مستجدات الساحة الرياضية الجزائرية، حيث يترقب الجميع الإعلان عن اسم المدرب الجديد أوتجديد الثقة في المدرب رابح سعدان الذي دار حوله جدل كبير من قبل النقاد والمدربين واللاعبين القدامى، حيث انقسم هؤلاء إلى فوجين، فوج يطالب ببقاء سعدان وآخر ينادي بضرورة تنحيته، ومن جهته يعيش رئيس الفاف محمد روراوة ضغوطا رهيبة من كل الجهات باعتبار أن مفتاح حل هذه المسألة يتواجد بحوزته، وهوالمسؤول عن تعيين وتنحية المدرب الوطني، لكن الشهرة التي وصل إليها المنتخب الوطني بعد الإنجازات التي حققها جعلت أكثر من مسؤول يتدخل في شؤون رئيس الفاف لا سيما في مسالة المدرب، وبالتالي فإن البعض يقول أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة قد فشل في الحرب التي شنتها بعض وسائل الإعلام ضد مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان، حيث يتجه مرغما إلى تجديد الثقة في الشيخ إلى ما بعد نهائيات كاس أمم إفريقيا 2012، ويعتقد على نطاق واسع أن روراوة غير رأيه بعد اصطدامه بضغوط من الحكومة أجبرته على تغيير موقفه ليطلق تصريحات مفادها أن رابح سعدان مدرب كفؤ وأنه سيجد الحل لعقم الهجوم الذي لازم المنتخب الوطني في مبارياته الأخيرة، وما زاد في الضغوط على روراوة هوتصريح وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الذي ضمنه عدم موافقته على أي قرار ارتجالي لا يخدم المصلحة العامة، وهي إشارة واضحة إلى أن الرجلين لم يعد يتقاسما نفس الأفكار وربما نفس الأهداف. والظاهر أن روراوة رضخ للسلطات العليا التي لم تتحمس لفكرة تعيين مدرب أجنبي على رأس الخضر وطالبته بالإبقاء على سعدان أوالاستنجاد بالمدرب السابق رابح ماجر، لأن هذه السلطات اقتنعت بأن "الخضر" أصبحوا يمثلون مشروعا وطنيا بامتياز ولا يحق لأي كان التصرف فيه منفردا. هذا وقد أكد مصدر خبير بشؤون الكرة الجزائرية ل"العربية نت" أن روراوة لم يكن يرغب إطلاقا في تجديد عقد المدرب سعدان، وأن الانتقادات الواسعة التي تعرض لها هذا الأخير من قبل بعض عناوين الصحافة المكتوبة كانت بإيعاز من روراوة نفسه لتهيئة الرأي العام لما بعد مرحلة سعدان وإقناع المترددين من المسؤولين بقبول خيار المدرب الأجنبي كحل حتمي. وأضاف المصدر أن روراوة سعى فعلا لفرض خيار المدرب الأجنبي وأنه خطط لربط اتصالات مع بعض الأسماء حتى قبل انطلاق المونديال، وأن حديثه عن تدعيم الجهاز الفني مساعدين أكفاء ما هي إلا محاولة لوضع سعدان أمام الأمر الواقع لتيقنه بأن الشيخ يرفض مناقشة مثل هذا الموضوع من أساسه. ومع إذعان رئيس الاتحاد لمطلب الإبقاء على المدرب الحالي رأى متابعون لشؤون الكرة الجزائرية أن روراوة، الطامح ليكون الرئيس المقبل للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد خسر معركته الأولى ضد سعدان، الذي وجد إلى جانبه كل الدعم من طرف الشارع الرياضي وكذا المسؤولين، وهوما جعل روراوة يتراجع عن قراره ويرضخ للأمر الواقع، وهذا رغم أنه كان قد أكد قبل انطلاق المونديال أن المدرب سعدان لن يواصل مهامه على رأس الخضر بعد نهاية كأس العالم.