أصبحت الأندية الجزائرية المشاركة في مختلف المنافسات القارية على غرار شبيبة القبائل، وفاق سطيف وشباب بلوزداد يحسب لها ألف حساب بعد النتائج الرائعة التي حققتها لحد الآن، وذلك عقب تقهقر واضح في السنوات الأخيرة أين كان أفضل إنجاز لها هو الخروج من الدور الأول، ولعل السياسة الرياضية الجديدة التي اعتمدتها الدولة ممثلة في الإتحادية الجزائرية لكرة القدم كان لها الأثر الواضح في تألق الأندية على المستوى الإفريقي مقتفية في ذلك آثار المنتخب الوطني الذي عاد بقوة إلى الساحة وأصبح الجميع يتنبأ له بمستقبل كبير، ولكن المشكل الذي لا يزال يراوح مكانه هو عجز الأندية على تقديم لاعبين في المستوى للمنتخب، حيث رغم الثقل الذي يمثله كل من وفاق سطيف وشبيبة القبائل على الصعيد الوطني والقاري إلا أن المنتخب يفتقد لأي لاعب من هذين الناديين، وهوما يعني أن هناك أمرا ما لا يسير على ما يرام، ولعل هوما شدد عليه الوزير جيار، حين خاطب رؤساء الأندية قائلا " اعتنوا بالتكوين القاعدي وتوقفوا عن تشجيع فكرة النتائج الفورية التي لا نجني منها شيئا في المستقبل، فماذا يربح الفريق الذي يتوج بالبطولة أوالكأس إذا كان عاجزا عن تموين المنتخب بلاعب واحد على الأقل أولا يستطع تجاوز الأدوار الأولى للمنافسات الإفريقية ؟". هذا وينتظر الجميع أن تعرف الأندية تحسنا وتطورا في الأداء مع انطلاق أول بطولة احترافية في الجزائر، والمطلوب من رؤساء ومسؤولي الفرق تطبيق البنود التي ينص عليها المشروع الذي يلح عليه روراوة كثيرا، إذ لا يكفي الاعتناء بالمواهب الشابة والتكوين وحيازة مرافق رياضية ما لم يتحلى الجميع بالأخلاق الرياضية قبل كل شيء، فلا احترافية دون احترام المنافس على الميدان والإنقياد تحت أوامر الحكام مهما كان الأمر. شبيبة القبائل .. مشرف الكرة الجزائرية قاريا يعود بقوة بعد سنوات عجاف في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، تمكن فريق شبيبة القبائل من إثبات نفسه ودحض كل التكهنات بعد عودته من الإسماعيلية المصرية بالنقاط الثلاثة التي ضمن بها ريادة المجموعة مؤقتا، ويعد ذلك مؤشرا إيجابيا على الصحوة التي يتواجد عليها الفريق الذي طالما كان مشرفا للكرة الجزائرية في المحافل القارية، إذ كان في كل مرة يصنع أفراح شعب كامل يتنفس كرة القدم، وقد يكون الفوز في الجولة الأولى بداية لمشوار كبير في هذه المنافسة الغالية، كما صرح الرئيس حناشي. وقد عاش لاعبو الشبيبة على غرار كل الأنصار حالة من السعادة غير المسبوقة ، حيث أجمع الكل على أن الفوزكان مستحقا واشترطوا مواصلة الجهود لتأكيد أحقية الأندية الجزائرية في الظفر بالألقاب الإفريقية، وعبر حناشي عن فرحته بقوله "نحن سعداء بهذا الفوز المحقق خارج الديار وخاصة في المباراة الأولى في بداية المشوار، وأن جد مسرور لأن فريق الشبيبة كان في المستوى وشرف الكرة الجزائرية"، وأضاف: "لقد درسنا طريقة أداء المنافس جيدا حيث قام اللاعبون بغلق المساحات وتمكنوا حقا من الفوز رغم ضعف التحكيم، وظهر الفريق بوجه مشرف وكان جيدا على الصعيد التكتيكي وبذلك أسعد جمهوره وكل الشعب الجزائري وقد حظي الفريق والوفد المرافق له بأحسن استقبال وضيافة من طرف الأشقاء المصريين ونحن نشكرهم على ذلك وسنقوم بالمثل وأكثر في لقاء العودة، من جهة أخرى، سنعمل على التحضير للمقابلات القادمة جيدا ، سنستقبل فريق هارتلاند النيجيري في 31 جويلية ونأمل أن نستمر في هذا المنوال". وفاق سطيف.. الهزيمة أمام الترجي..مجرد عثرة جواد من جهته فإن وفاق سطيف الذي طفا في الآونة الأخيرة إلى السطح، لم يقل كلمته بعد، حيث ورغم الخسارة المفاجئة في الجولة الأولى بعقر داره أمام الترجي التونسي، يبقى المرشح الأقوى لبلوغ المربع الذهبي، حيث عودنا النسور على التحليق عاليا خارج القواعد، وآخرها أنه لم يكن أحد يتوقع وصولهم إلى دور المجموعات خاصة في مباراة العودة أمام زاناكوالزامبي، فالخسارة الأولى لم تكن سوى عثرة جواد، ولكن أشبال زكري عليهم رفع التحدي في المباراة القادمة ليبقى الوفاق كبيرا كالعادة خاصة وأن الرئيس سرار لا يطالب ببلوغ المربع الذهبي فقط بل المباراة النهائية ولما لا التتويج باللقب القاري الذي تحدث عنه والي ولاية سطيف وذلك للمشاركة في كأس العالم للأندية. شباب بلوزداد.. فريق يحقق إنجازا وراء آخر بإمكانيات منعدمة وقد استأنف فريق شباب بلوزداد تدريباته بعدما عاد إلى الجزائر قادما من العاصمة المالية باماكوإثر تعادله مع نادي جوليبا المحلي في مباراة الذهاب للدور الفاصل المؤهل إلى دور المجموعات لمنافسة كأس الاتحاد الإفريقي، وسيكون أمام الفريق البلوزدادي مدة أسبوعين لتحضير مباراة الإياب المبرمجة بملعب 20 أوت ، حيث يملك حظوظا كبيرة لكسب تأشيرة التأهل إلى دور المجموعات ، إذ يكفيه الفوز بفارق هدف واحد للنجاح في المهمة وبالتالي مواصلة المغامرة الإفريقية التي باشرها في شهر مارس الماضي، وتجاوز من خلالها عقبات كل من أندية الترسانة الليبي والجيش الملكي المغربي وأمل عطبرة السوداني. ولكن ورغم هذه المسيرة المظفرة إلى غاية الآن، فإن إدارة نادي شباب بلوزداد والمدرب ميغيل غاموندي يوجدان أمام أمرين متناقضين، فهما يطمحان إلى التأهل إلى دور المجموعات للمنافسة الإفريقية ولكنهما يخشيان في نفس الوقت المشاركة في هذا الدور المتقدم بسبب نقص الموارد المالية وتواضع تعداد الفريق ونقص تحضيره. إذ صرح رئيس النادي محفوظ قرباج أن رحلة واحدة إلى دولة إفريقية تكلف خمسة ملايين دينار على الأقل، وبما أن شباب بلوزداد سيكون مدعوا لخوض ثلاث مباريات خارج دياره في دور المجموعات، فإن مصاريف السفر ستتراوح مابين 15 و20 مليون دينار، وهي قيمة كبيرة في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها النادي منذ الموسم الكروي الماضي، ولن يتمكن من توفيرها لو لم يتحصل على مساعدة خاصة من ولاية الجزائر مثلما هوالشأن بالنسبة لفريقي وفاق سطيف وشبيبة القبائل اللذين يتم التكفل بهما من طرف ولايتي سطيف وتيزي وزو على التوالي. أما عن الجانب الفني، فإن المدرب الأرجنتيني غاموندي يرى أن التأهل إلى دور المجموعات لكأس الاتحاد الإفريقي سيضطره لإلغاء المعسكر التحضيري المبرمج خارج الوطن في شهر أوت القادم بحكم أن المباراة الأولى للدور المقبل مقررة في النصف الأول من نفس الشهر، وإضافة لذلك، فان إجراء ست مباريات كاملة وتتابعها بالموازاة مع لقاءات البطولة الوطنية تتطلب تعداد ثري من حيث اللاعبين، في حين أن شباب بلوزداد يعاني من نقص حاد في هذا الجانب بسبب الرحيل الجماعي لمعظم لاعبي الموسم الماضي، وتدعيمه بعناصر شابة تفتقد للتجربة .