هل سنصير شعبا غير مرغوب فيه في الهند بعد رمضان، وهل ستحرمنا سينما بولييود الهندية من أفلامها بعدما تعدى الجزائريون الخطوط الحمراء واستوردوا "رب" الهند مجمدا ليكون على مائدتهم في رمضان؟ سؤال خطر ببالي وأنا أقرأ خبر وصول أول الشحنات من اللحوم الهندية، والأكيد التي سيكون فيها كمية معتبرة من لحوم الأبقار التي يعبدها الهنود، ولست أعرف هنا كيف سيكون موقفنا مع "جانيتو" حين يعلم أن عشاقه في الجزائر سيلتهمون آلهته، وتخوف المواطن من لحوم "آلهة" الهند في محله ليس بسبب الأمراض المتنقلة عبر هذه اللحوم المستوردة، ولا من ناحية جودتها، بل حتى ربما التخوف من لعنتها التي يسببها رب "جانيتو" ولست أدري بهذا الصدد لماذا تركنا اللحوم السودانية التي يقبل عليها العرب بمختلف ديناتهم، سواء المسيحيون في سوريا أو لبنان، أو المسلمون في الخليج، وحتى الهنود أنفسهم الذين يعبدون البقر ويأكلون تيوس السودان وخرافه، سوانا نحن ذهبنا بعيدا هذه المرة، فلم نختر كالعادة لحوما برازيلية لعل وعسى يصبح الشعب الجزائري كلهم مثل رونالدو، ولا حتى لحوما سودانية لنصبح طيبين وبشوشين مثل السودانيين، هكذا نحن إما أن نتناول لحوم الحمير، فنشعر أن ثمة إضافة في الأذنين عندنا، أم نتناول "رب" الهنود لننتظر لعنته أمراضا تحل بنا وإسهالا، ليقول جانيتو في الأخير "هذي نية إلاهنا خرجت فيكم"، وبعدها لا يفيد بيطري ولا طبيب ولا حتى "ولاد خيرة يا أصحاب المصالح".