الرئيس الفرنسي الذي لا يصوم رمضان، يفتي للمسلمين في فرنسا ويكلمهم في شأن صيامهم ودينهم، ويعلّمهم من هو المسلم الفرنسي ومن هو غير ذلك، ليتقمص دور مسيلمة الكذاب باقتدار. ولأنه لا يفرق بين فرنسا وبين الإسلام، فقد وضع لمسلمي فرنسا حدودا، طالبهم بموجبها أن يفطروا صباحا على الساعة الثامنة، على الهلالية بالقهوة، لأنها تقليد فرنسي، وعلى المسلمين الفرنسيين أن لا يكسروا هذا التقليد، ويحل لهم رمضان ولا حرج في ذلك، وربما أيضا يمكنهم أن يصلوا الفجر على التاسعة صباحا مادام أن النهوض باكرا مضاد للسياسة والمواطنة الفرنسية، وإلا فهم كفار. وعلى ساركوزي اليوم أن يكفّر كل من صام من بزوغ الشمس إلى غروبها في فرنسا، ويعتبره خارجا عن ملة الإسلام الفرنسي، ولن نستغرب الأمر إن فعلها مسيلمة عصره. الغريب ليس في ما قاله ساركوزي وأفتى به، ولكن الأغرب في صمت الجمعيات الإسلامية في فرنسا، وكذا الشخصيات الأخرى مثل عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، حتى أن الفرنسيين المعتدلين يدافعون عن المسلمين أكثر من دليل بوبكر الذي صار صمته علامة رضا كامل على ما يجري. ومن يدري، قد يأتي يوم يؤكد ساركوزي أن الوحي ينزل عليه وأنه نبي يوحى إليه.