رغم استفادة بلدية الدشمية التابعة لدائرة سور الغزلان الواقعة على بعد حوالي 50 كم جنوب ولاية البويرة من ثانوية، وذلك لاول مرة في تاريخ الولاية، يوجد بها اكثر من 400 تلميذ وتلميذة، الا ان هذا العدد من المتمدرسين اغلبه محروم من خدمات النقل المدرسي، الامر الذي تذمر له التلاميذ والأولياء وحتى الأساتذة. وأوضح بلقاسم تايب نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الدشمية، ان هناك 8 قرى محرومة من خدمات النقل المدرسي ويتعلق الامر بكل من لحمايدية وبوقعودن واولاد فلتان وذراع لبيض المقرونات وغيرها، مما يجبر التلاميذ على النهوض باكرا قبل الساعة ال 5.00 صباحا للالتحاق بمقاعد الدراسة مشيا على الاقدام، متحملين الظروف المناخية من برد وحرارة وامطار، اذ ان متوسط المسافة التي يقطعها هؤلاء التلاميذ لا تقل عن 18 كم ذهابا وايابا، مما يؤثر سلبا على صحتهم ومردودهم الدراسي، خاصة وانه لحد الآن لم تشرع الثانوية في تقديم الوجبات لهؤلاء التلاميذ نظام نصف داخلي، في ظل غياب النظام الداخلي بهذه المؤسسة التربوية التي يقصدها كذلك تلاميذ بلديتي كل من ريدان الواقعة على بعد 30 كم جنوب الولاية والمعمورة على بعد حوالي 25 كم، اذ ان الاطفال كثيرا ما يقطعون هذه المسافة مشيا على الاقدام، في حين يدفع ميسورو الحال ثمنا غاليا للتنقل عبر سيارات تجارية غير مهيأة للنقل المدرسي بسعر لا يقل عن ال 100 دج يوميا. أما من ناحية الاطعام، فانه في ظل غياب خدمات المطعم بالثانوية، فان الاطفال يلجأون الى تناول الخبز ممزوجا بالمشروبات الغازية او مشتقات الحليب، بل ان الكثير منهم يقضي اليوم صائما تحت رحمة الجوع، خاصة وان هذه البلدية تقع في منطقة جبلية مجاورة لجبال ديرة التي كثيرا ما تكسوها الثلوج في فصل الشتاء، مما يحول ايامها الى ايام باردة. من جهتهم، عبّر الكثير من هؤلاء التلاميذ عن استيائهم لغياب وسائل النقل المدرسي للالتحاق بمؤسساتهم التربوية كبقية بلديات الولاية، خاصة وأن بعض المناطق استفادت مؤخرا من حصة من حافلات النقل المدرسي لفائدة 17 بلدية، مما يستلزم تزويدهم ببعض الحافلات حتى يتسنى لهم التمدرس في ظروف حسنة، وبالتالي فان الامر يتطلب تخصيص حصة من الحافلات لهم لا تقل عن ال 5 حافلات لاعفائهم عناء النهوض باكرا وقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام لمزاولة تعليمهم الثانوي، هذا دون أن ننسى بعض التلاميذ الذين يدرسون بالمتوسطة والمقدر عددهم باكثر من 700 تلميذ وتلميذة الذين يقطعون هذه المسافة التي اثقلت كاهلهم وزادت في معاناتهم. ولذا، فان هؤلاء السكان يلتمسون تدخل الجهات المعنية للتكفل بهذا الانشغال الذي اصبح يؤرقهم والذي قد يجبر البعض منهم على مقاطعة الدراسة، لان "العين بصير واليد قصيرة".