دعا، أمس، أربعة قياديين بارزين في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا إخوتهم "القابعين" في الجبال إلى وضع السلاح والعودة إلى أحضان الشعب من أجل إحلال السلم والأمن في ربوع البلاد التي تحتاج إليهم من أجل إرساء دعائم الاستقرار. ويتعلق الأمر بكل من "عبد القادر بن مسعود " المدعو "مصعب أبو داود " أمير المنطقة التاسعة، ومراد خطاب المدعو "عمر عبد البر" مسؤول الإعلام بالجماعة السلفية، ثم سعيد أبو زكريا رئيس اللجنة الطبية بالجماعة السلفية سابقا وأبو حذيفة عمار المارشال الذي كان ينشط كأمير مجند سابق. وورد في البيان الذي تحصلت "الأمة العربية" على نسخة منه وقعه القياديون الأربعة الذين وردت أسماؤهم بأن هذا النداء لا يكون إلا "حبا وإشفاقا"على هؤلاء المسلحين الذين لا يزالون قابعين في الجبال، حيث أكدوا لرفقاء الأمس بأن الأيام والشهور والأعوام توالت وكل منا ينتظر اليوم الذي تنتهي فيه هذه المأساة، فتجف الدماء وتلتئم الجراح ويسكت الرصاص بين الأبناء والإخوان". حيث أشار المتحدثون وفي بيانهم إلى الأطراف التي تتربص الفرص والدوائر للنيل من الوطن وضرب استقراره ووجهوا لهم العديد من إشارات الاستفهام المتعلقة بالمصير المجهول الذي يتنظرهم في حال لم يستجيبوا للفرصة المتاحة أمامهم في هذه المرحلة: "لقد ولّى عهد الجماعة الإسلامية المسلحة، ثم تلاه عهد الجماعة السلفية، وبعده عهد القاعدة... ولسنا ندري ماذا بعد القاعدة". وإلى ذلك، اعتبر المتحدثون بأن مشروع المصالحة يمثل فرصة "ثمينة" لاستدراك ما فات: "هذه فرصة ثمينة لاستدراك ما فات، فلا تضيعوها والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من نبذها وراء ظهره". وخاطب القياديون السابقون رفقاء "الأمس" بلغة أخوية: "كنا رفاقكم بالأمس القريب وكنا قادة لكم... رغم جهلنا بأحوالكم في هذا الظرف، إلا أن قلوبنا معكم وإننا ندعوكم للحاق بنا والعودة إلى كنف أسركم التي تنتظركم.. ولا يغرنكم تأييد المؤيدين... أين كنا وأين نحن الآن". وفي ذات السياق، دعوهم إلى مراجعة أنفسهم بالرجوع إلى المجتمع "المسلم" الذي يتنظرهم بصدر رحب وتسامح، وهو في حاجة ماسة إليهم. وتجدر الإشارة إلى أن "أبوعمر عبد البر"، 35 سنة، كان أميرا للمنطقة التاسعة في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، التحق بصفوف العمل المسلح في العام 95 وألقي عليه القبض من قبل عناصر الأمن في 96، بعدها تمكن من الهرب والتحق بالعمل المسلح في محيط الصحراء، وفي 2007 وضع السلاح بالضبط في منطقة الجلفة. وفيما يتعلق بأبي زكريا، فهو عضو سابق في مجلس الشورى ب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وأحد أعيانها البارزين، نزل من الجبل في 2004. أما "مراد خباط" كان رئيس اللجنة الإعلامية ب "الجماعة السلفية" سابقا، نزل من الجبل في 2006. وكان هؤلاء القياديون قد استجابوا لنداء أمير التنظيم السابق "حسان حطاب" واستفادوا من مشروع المصالحة الوطنية.