اعلن رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق الدكتور مروان المحاسني امس عن ترميم المجمع معالم معرفية ودور كتب تاريخية في الوقت الحاضر للحفاظ على تراثها الثقافي وما تحويه من مخطوطات نادرة. وقال المحاسني في تصريح صحفي ان من اهم دور الكتب التابعة للمجمع منذ تأسيسه عام 1919 "المكتبة العادلية الكبرى" في دمشق القديمة التي اجريت لها جملة من اعمال الترميم اعادت تالقها ونشاطها العلمي والمعرفي. واشار الى تنفيذ المجمع مشروع ترميم "المكتبة الظاهرية" بالتعاون مع الحكومة الكازاخستانية لتخرج بالشكل الحالي مع الحفاظ على قيمتها التراثية في قاعاتها وزخارفها وشكلها العمراني الاصلي مع ادخال بعض الاليات الجديدة لحفظ الكتب النادرة وتصنيفها. ولفت المحاسني الى تولي مشروع الترميم ضريح الظاهر بيبرس واريوانين القبلي والشرقي المخصص للباحثين وقاعة المطالعة الرئيسة واربع قاعات لتخزين الكتب والدوريات ومرافق تضم مكاتب الادارة ومحتويات اخرى تضم 77 الف عنوان نقل منهم الى "مكتبة الاسد" التي تحتفظ بخمسة الاف قطعة ووثيقة ومخطوط. واعتبر المحاسني ان أحد المشاريع الحيوية العربية هو "مشروع الذخيرة العربية" الذي اصبح ضرورة مستعجلة لايجاد كمية من النصوص العربية على الانترنت مشددا على أهمية ان تحتل اللغة العربية مساحة اكبر في شبكة الانترنت كاللغات الاخرى. واوضح ان مشروع الذخيرة العربية المقدم من الجزائر يعد بنك معلومات بالعربية وقاعدة معلومات محوسبة تضم انتاج الفكر العربي والتراث المطبوع القديم والحديث اذ أن اهم انتاجاته هو الفكر العالمي منقولا الى العربية من افكار علمية جديدة مما ينشر في المجلات العلمية المتخصصة وتوفير المعلومات للعلماء والباحثين والاساتذة والمهندسين والاطباء والطلبة. وبين رئيس المجمع "ان من مزايا هذه الشبكة سرعة الحصول على المعلومات المطلوبة واستطاعة طرح اي سؤال على الذخيرة لانها محوسبة فيتصفحها الحاسوب بفضل محركات البحث ما يؤدي الى دخول المستفيد في حوار حقيقي مع الذخيرة ومعرفة تطور معنى الكلمة مع الزمن". واكدت الدراسات أن نسبة المحتوى العربي في شبكة الانترنت هي واحد في المئة فقط فيما بلغت نسبة المحتوى الانكليزي 62 في المئة ما سبب عدم قدرة الكثير من العرب الاستفادة من التطورات الجديدة اليومية في الميادين العلمية الحديثة في العالم. يذكر ان مجامع اللغة العربية تشترك في مشاريع حيوية عدة لحماية التراث العربي والمدن العربية القديمة وبيئتها الطبيعية وفي طليعتها المدن العربية المسجلة لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" والمدن المهددة بالعدوان والتنبيه لاهمية هذا التراث ودوره في خدمة اللغة العربية وفي بناء العلم والحضارة العربية والانسانية.