رصدت الحكومة الانتقالية التونسية اعتمادات عاجلة وفورية بقيمة 500 مليون دينار تونسي لمساعدة المناطق الأكثر فقرا في الوسط الغربي للبلاد الذي انطلقت منه "ثورة الياسمين" التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. الحكومة وقال احمد نجيب الشابي وزير التنمية الجهوية والمحلية في حكومة الوحدة الوطنية خلال حوار تلفزيوني يوم الإثنين "تم رصد 500 مليون دينار تونسي كاعتمادات عاجلة وفورية لمساعدة وإسعاف مواطني عدد من الولايات والمناطق ذات الأولوية ومنها سيدي بوزيد والقصرين وقفصة التي تضررت من الحيف الاجتماعي واختلال التنمية الجهوية". وكان الوزير يشير بذلك إلى أبرز معاقل الاحتجاج في الوسط الغربي الفقير الذي شكل مهد الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 ديسمبر الماضي اثر اقدام شاب يعمل بائعا متجولا على إحراق نفسه في سيدي بوزيد (265 كلم جنوب العاصمة) احتجاجا على مصادرة بضاعته، ما أشعل ثورة شعبية عمت البلاد وأطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 الجاري. وأوضح الشابي الذي كان زعيم حزب معارض في عهد بن علي أن "الاعتمادات ستشمل ضحايا ثورة تونس من عائلات الشهداء والجرحى"، مؤكدا أن هذه "الإعانات هي مجرد تسبقة إلى أن يقع تقدير حجم الأضرار وكيفية التعويض عنها". كما ستشمل "صغار الحرفيين والتجار لاستئناف نشاطهم وإحداث حظائر العمل للمصلحة العامة لفائدة العاطلين عن العمل كإجراءات إسعافية في انتظار ايجاد الموارد الاستثمارية اللازمة لبعث المشاريع التنموية". وبخصوص العاطلين عن العمل من حملة الشهادات العليا أكد الشابي إنه "سيتم استحداث "فرص للعمل التطوعي بنصف الوقت في انتظار الحصول على عمل قار"ومنذ أيام يحتج متظاهرون ومن بينهم عدد كبير من الشبان المتحدرين من المدن الداخلية التي تشكومن الفقر ونسبة بطالة مرتفعة، على تولي ثمانية من اعضاء الحزب الحاكم سابقا مناصب وزارية مهمة في الحكومة الانتقالية التونسية.