هل يعيش العالم العربي على موضة جديدة اسمها موضة سقوط الأنظمة العربية؟ أم تراها نزوة تونسية فتح شهيتها البوعزيزي الذي أشعل النار تحت عروش لا تريد أن ترحل سوى على نعوش ومراسم دفن رسمية، ربما هو ما كان ينتظره بن علي والرئيس المصري حسني مبارك هو نهاية على العرش بجنازة رسمية على عربة عسكرية يحضر فيها المؤبنون من كل العالم، أغلبهم ملوك ورؤساء عرب ليرثوا واحدا تلو الآخر أبطال السلام ورجال التقدم العربي. مع الأسف ضيع زين العابدين كما سيضيع حسني مبارك جنازة ملكية بامتياز، ربما هي لحظة انتظرها مبارك ثلاثين عاما وانتظرها زين العابدين ثلاث سنون وعشرين أخرى، في انتظار الخاتمة التي يحلم بها الرؤساء، وهي العيش في الحكم والموت فيه والخروج بجنازة مهيبة. ولكن للأقدار أحكامها، حين حضرت لزين العابدين بن علي جنازة لن يؤبنه فيها الشعب ولن يبكي فيها التوانسة رئيسهم المفدى، كما لن يبكي أهل مصر مباركهم حين ينهي أيامه في الحياة، هي هكذا موضة سقوط الأنظمة أتت برياح التغيير التي لم يكن ينتظرها لا مبارك ولا بن علي ولا من كان على شاكلتهما في الأمة العربية.