ها قد انتهت الحملة الانتخابية لرئاسيات 2009، وستنتهي الانتخابات وتعلن النتائج يوم السبت المقبل ويتنفّس بذلك المسؤولون المحليون الصعداء بعد أيام عصيبة في تزفيت الطرقات وطلاء الجدران والتكلف في استقبال المواطنين أحسن استقبال في مختلف الإدارات، ولن يكون من السبت وصاعدا أي مسؤول مجبر على الابتسام لأي مواطن والعمل على خدمته. ستعود طرقات الأحياء إلى سالف عهدها، ولا يهم إن عثرت "بغلة " أو "بغال" أو البشر، وستعوض الملصقات الانتخابية على الجدران بالكتابات الحائطية على شكل "الحرڤة يا مون أمور" أو "اعطونا فيزا" لتنتهي بذلك الحملة وتعود "الهملة". ولا نعرف إن كنا سنقول إن المياه ستعود إلى مجاريها أم نعلق أن الأمر أصلا شاذ عن المألوف، فهل صار لزاما على المواطن أن ينتظر بداية أي حملة انتخابية ليسارع في حل مشاكله مع الإدارة وسيحظى باستقبال أقل ما يقال عنه إنه خارق للعادة في مختلف الإدارات. رغم هذا، ما زال الأمل يحدونا في أن يتخذ الرئيس المقبل إجراءات في حق مثل هذه الممارسات التي صارت قاعدة يعمل بها، فمن غير المعقول أن لا تتحرك الأمور إلا من خلال الحملات الانتخابية وتنشط البلاد لتدخل كافة المصالح بعدها في ما يشبه سبات، وتغرق في البيروقراطية واللاّمبالاة حتى صرنا نحلم بالعيش في كنف حملة انتخابية مفتوحة لنرى كيف تشرق الشمس من ابتسامات الموظفين وهم يستقبلون المواطنين ويشرّون لهم أبواب مكاتبهم ويتمّون لهم الإجراءات الإدارية في ظرف لحظات بعدما كانت تتم في أيام "هذا إن تمت". على كل، القضاء على هذه الظاهرة لن يكون السبت أو بعده مهما كانت النيات صادقة فقد شب الكثير على هذه الظواهر ومن غير المعقول أن تعاد الأمور إلى مسارها الصحيح بالسرعة التي يحلم بها أي مواطن وإن كان إصلاح الأمور في هذا الشأن صعب فنتمنى أن يكون في المستقبل حملات انتخابية وهمية على شاكلة "عرس بغل" وهو تقليد كان في بعض مناطقنا حيث تعلن بعض الأسر عن أعراس وهمية يحضرها المدعوون بهداياهم وفي النهاية يكتشفون أنهم حضروا "عرس بغل". عموما انتهت الحملة بوعود المترشحين وتزفيت الطرقات وطلاء الجدران وسيحل يوم جديد يكون بداية "لهملة" تنتهي عند تحضير انتخابات ما.