تعرف المكتبات الجوارية بولاية سوق أهراس وضعيات متباينة، حيث يقتصر نشاط البعض منها على عرض الكتب ومختلف العناوين لمطالعتها من قبل بعض التلاميذ، وطلبة الجامعات، بينما يبقى النشاط الثقافي والتربوي عاجزاً عن استقطاب مختلف شرائح المجتمع أما بعض المكتبات الأخرى فتبقى مغلقة. وفي هذا السياق تطرح الأسرة التربوية والثقافية من أساتذة وأولياء التلاميذ، الكثير من التساؤلات حول الدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه المكتبات الجوارية حاليا. وذلك في ظل تسييرها من قبل السلطات المحلية واعتمادها على هبات مديرية الثقافة أوهبة البلدية. إذ يقتصر دور هذه المكتبات على توفير عدد محدود من الكتب وقاعات للمطالعة والإعلام الآلي لبعض التلاميذ، في ظل غياب التأطير البشري كمّاً ونوعاً دوه السعي إلى استقطاب فئات أخرى من المجتمع كالشباب من أجل توعيتهم والتواصل معهم وتنظيم أنشطة ثقافية وندوات فكرية. وقد اتضح من خلال جولة ميدانية إلى مختلف مكتبات ولاية سوق أهراس أن هذه الأخيرة تعاني من عدة نقائص، كما أن عدد زوارها محدودة، رغم بعض الإمكانيات المتورفة من عتاد بيداغوجي وتجهيزات وهذا ؟؟؟ افتقادها إلى النشاطات الثقافية والتربوية بصفة دورية وغياب تنظيم لقاءات مع الشباب لتحسيسهم وتأطيرهم. من جهتهم يرجع القائمون على هذه المكتبات هذا الواقع إلى عدم استقلاليتها من الجانب الإداري، التنظيمي وحتى المالي، الذي يرتبط غالبا بالميزانية المحلية للبلديات، وهومايبقي عمل هذه المكتبات بعيدا عن التطلعات المستقبلية للشباب، الذين يطالبون الج هات المعنية بتنظيم وتفعيل عمل هذه المكتبات.