كشفت مصادر أمنية مقربة ل "الأمة العربية"، أن منطقة تمنراست والجنوب الشرقي الجزائري تشهد ابتداءا من هذا اليوم تعزيزات أمنية مشددة، لا سيما على الساحل الحدودي الصحراوي. حيث وحسب ما جاء في تصريحات ذات المصادر، فإن ما يزيد عن سبعة آلاف عنصر من أفراد الشرطة تم إيفادهم إلى ولاية تمنراست، هذا في انتظار تعزيز القوى الأمنية هناك بخمسة كتائب تابعة لقوات الجيش الشعبي الوطني. وتدخل هذه التدابير الأمنية الطارئة لحماية الحدود الجنوبية الجزائرية من زحف العناصر الإرهابية التابعة لما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتي ستتخذ حسب القرارات السياسية والعسكرية والتحاليل من المعابر الحدودية، لا سيما الجنوبية طريقا لتزويد سراياها بالأسلحة أو النفاذ بعد تنفيذ عملياتها المسلحة وقصد وضع حد لحمامات الدماء التي يمكن أن ترتكبها العناصر الإرهابية للقاعدة في الجزائر أو حتى اتخاذها من التراب الوطني معقلا لها قررت القيادة الوطنية سد جل المنافذ أمام القاعدة لا سيما الحدود الجنوبية، وهذا بالموازاة مع ما تشهده الأراضي الليبية من تصعيد عسكري حاد بين المعارضة والقوات الموالية للعقيد لمعمر القذافي، إذ تحوم شكوك حول شراء الأسلحة من الثوار الليبيين وهذا لفائدة تنظيمات القاعدة، لا سيما وأن انواع الأسلحة الثقيلة سارت بين أيدي الثوار والذي زاد من القلل هو تزويد الدول الأجنبية للمعارضة بالأسلحة، وبهذا قد تتحول ليبيا إلى سوق لتجارة الأسلحة، وبالتالي الاعتماد على الحدود للنفاذ إلى هناك وتعزيز مليشيات القاعدة كما اصطلح على تسميتهم مؤخرا. وعلى صعيد آخر، أوردت مصادرنا عن زيارة قريبة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لولايات الجنوب وفي مقدمتها ولاية تمنراست لتفقد أمورهم هناك والوقوف على أهم الإنجازات والمشاريع هناك. وفي ذات الإرسالية التي وردت إلينا، فإن الرئيس يقوم بتباحث الوضع الأمني بالحدود الجنوبية، على غرار عزمه الالتقاء مع قادة منطقة التوارق وأعيان القبائل الصحراوية وطلب الدعم والمساندة منهم لحماية الجزائر من الزحف القاتل للأسلحة ولتنظيم "القاعدة" الإرهابي.