دعا رئيس كوت ديفوار المعترف به دوليا الحسن وتارا، إلى المصالحة الوطنية في كلمة رسمية إلى الأمة، معلنا فرض حصار على خصمه لوران غباغبوالذي لا يزال يرفض الاستسلام. وفي واشنطن انضمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتنديد ب"الهجمات غير المقبولة على جنود الأممالمتحدة" في كوت ديفوار، بحسب ما أفادت وسائل إعلامية . وكانت هذه أول كلمة يتوجه بها وتارا إلى مواطنيه منذ تفاقم الأزمة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في البلاد ونشوب مواجهات في غاية العنف بين الطرفين أشاعت الذعر والفوضى في العاصمة الاقتصادية ابيدجان. وقال الرئيس المنتخب في كلمته المتلفزة انه "فرض حصارا حول محيط" المقر الرئاسي حيث "تحصن (غباغبو) مع أسلحة ثقيلة ومرتزقة"، موضحا أن الهدف هو"ضمان أمن سكان هذا الحي" من ابيدجان. على حد تعبيره . وأعرب وتارا الذي اعترفت الغالبية العظمى من الأسرة الدولية بفوزه في انتخابات 28 نوفمبر عن أمله في إعادة الهدوء والأمن إلى ابيدجان. مضيفا أنه قام بخفيف منع التجول اعتبارا من يوم أمس من أجل السماح بعودة الوضع تدريجيا إلى طبيعته" داعيا إلى "استئناف النشاط الاقتصادي". وبعد المأزق السياسي والمراوحة العسكرية، تخيم حال طوارئ انسانية في ابيدجان التي كانت قبل الازمة مدينة مزدهرة. وهي باتت اليوم تعاني من انقطاع المياه والكهرباء في غالب الأحيان، فيما تراجع مخزون المواد الغذائية بسرعة وانهيار النظام الصحي وانتشار عمليات النهب فيما الجثث في الشوارع لا يتم انتشالها. وكان انصار غباغبوالمدججون بالسلاح نجحوا الاربعاء في صد هجوم قوات الحسن وتارا التي باتت تسيطر على مجمل انحاء البلاد. حيث قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان غباغبوما زال يحظى بدعم "نحوالف" رجل في ابيدجان بينهم مئتان في مقر إقامته الذي تحول إلى موقع محصن. غير ان المقاتلين الموالين للحسن وتارا اتهموا بارتكاب جرائم ومجازر على نطاق واسع اثناء تقدمهم السريع انطلاقا من الشمال، ولا سيما في مدينة دويكوي (غرب) حيث قتل مئات الاشخاص في 29 مارس، وفق عدة وكالات انسانية. وتعهد وتارا في كلمته مساء الخميس ب"القاء الضوء كاملا على كل المجازر والجرائم" مؤكدا ن "مرتكبي الجرائم سيعاقبون" طالبا من قواته ان تكون "نموذجية في سلوكها وتمتنع عن ارتكاب أي جرائم وأعمال عنف ضد السكان وأي أعمال نهب". على حد قوله . وأكد أن " كوت ديفوار واحدة غير قابلة للتقسيم" متعهدا بأن يكون رئيسا "لجميع المواطنين " أكانوا مسلمين مثله أومسيحيين مثل غباغبوأومن أي ديانة أخرى. وجاءت هذه الدعوة إلى المصالحة عقب خضوعه لضغوط عدة بهذا الصدد ولا سيما من فرنسا القوة المستعمرة السابقة للبلاد، وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قبل عدة أيام أن الرئيس المنتخب سيلقي كلمة يدعوفيها شعبه إلى الوحدة من أجل إطلاق إعادة إعمار البلاد.