صدر عن المجلس الأعلى للغة العربية، العدد الخامس والعشرون من المجلة الدورية للغة العربية، والتي تناولت في 288 صفحة من القطع المتوسط، مواضيع ذات صلة بعلم اللسان، كالتطرق للدلالة والمعنى لسانيا، الأسس المنهجية للنظرية اللسانية أوالمكافآت الترجمية للمصطلحات اللسانية بين مبدأ النسق وحركية السياق، ومقالات أخرى صبت في مجال القصة القصيرة، حوار الحضارات، والإصلاحات التربوية وغيرها من المضامين. استهل رئيس التحرير "مختار نويرات" المجلة بمقال جاء بعنوان "أصحيح ما قيل عنك"، وفيه تعرض لواقع الفصحى في الصحافة ونشرات الأخبار، مركزا على أهمية اهتمام المسؤولين بالعملية التربوية عن طريق الأخذ بالأولويات وتبسيط التعليم والتدرج من السهل إلى الصعب، وعدم جعل اللغة حشوأدمغة بل ممارسة يومية متواصلة، وأشاد "نويرات" بالدور المنوط بالإطارات الصحفية الكفيلة بأداء واجبها في تقريب الشعب من الفصحى، وتمكين لهم ولها سبيل الرقي بأنفسهم وبها في ميادين المعرفة والتقدم الحضاري. فيما تطرق الدكتور"عبد الجليل مرتاض" من جامعة تلمسان، إلى موضوع الدلالة والمعنى لسانيا، حيث عرف المعنى من وجهة نظر اللسانيون والاختلاف الموجود بين الدلالة والمعنى عبر كلا من جون ليون وبربيطووهلمسليف، وكذا تحليل جورج مونان للدلالة والمعنى، معرجا لتعريف المعنى والصلة بينه وبين الصوت عند ديسوسور وخلفائه. وخلص إلى أن المتكلم يقر بنوعين من اعتباطية الصوت المعنى، اعتباط مطلق ينحونحوالثبات وأخر نسبي مفتوح أمام كل احتمال. وحصر الأستاذ "عبد الحفيظ تحريشي" من جامعة أدرار، مقاله بذكر الأسس المنهجية للنظرية اللسانية ، والمنقسمة إلى نوعين هما الأسس الداخلية والخارجية، أما الأسس الداخلية التي تؤطر الفكر اللساني تتجلى في ثلاثة أقسام بارزة، هي الأساس الوظيفي، التوزيعي، والأساس التوليدي والتحويلي، بينما الأسس الخارجية فتتمثل في المقاربة الأنثربولوجية، المكانية الإجتماعية، النفسية والمقاربة التطبيقية، وأكد "عبد الحفيظ" على أن استثمار هذه الإجراءات المنهجية للنظرية اللسانية يمكن من ترقية تعليمية اللغات وتطوير الطرائق التربوية وتجاوز الصعوبات التي تعرقل العملية التعليمية التعلّمية. أما الدكتور"فهد سالم الراشد من الكويت"، فلقد وقف عند تعريف جمع المذكر السالم بين النحويين واللغويين، فيما نبه الدكتور "عبد الناصر بوعلي'' من جامعة تلمسان، من خلال موضوعه " وظيفة اسم الألة في صناعة المصطلح"، المشتغلين بالبحث المصطلحاتي، إلى أهمية تدارك النقص الموجود في أسماء الآلات التي صنعت في غير ديارها. من جانبه، حاول الدكتور "مختار لزعر" من جامعة مستغانم، تسليط الضوء على علاقة المفهوم بالمصطلح من زاوية وظائفية ليستشف من خلالها البعد العلمي للمصطلح. ووجد الدكتور"نبيل علي حسنين" من جامعة الأردن، ضرورة استجلاء مصطلح الإنزياح واستظهاره تعريفا وتشريحا من وجهة النظر الأسلوبية، لقدرته على معالجة خفايا النصوص وأسرارها وطلاسمها الكبيرة. أما الدكتور "عثمان بدري" من جامعة الجزائر، فلقد أحاط في بحثه بأهمية أسلوبية الاختزال الفني في القصة القصيرة للمتلقي، وكيف استطاعت القصة القصيرة في العالم العربي أن تتدرج في انتزاع الإعتراف الأدبي والإجتماعي والتقني بتفرد خصائصها التعبيرية. إلى جانب ذلك، تطرق الدكتور "بشير كحيل " من جامعة عنابة إلى كتاب البستان لإبن مريم وعمل تحقيقه لمحمد بن أبي شنب. فيما قدم الدكتور "صالح بلعيد"من جامعة تيزي وزو، ورقة بحث موسومة ب"أفكار في الإصلاحات التربوية"، رفع من خلالها جملة من التوصيات منها ضرورة متابعة تدريس المواد العلمية بالعربية، محاربة النظرة الدونية للمرأة، مساهمة القطاع الخاص في دعم التعليم، سن قوانين تعتز بالهوية الوطنية، تأهيل مدارس الريف،والإغداق المادي على البحث اللغوي والبحث التربوي خاصة. من جهته، أثار الدكتور "محمد بن قاسم ناصر بوحجام" من جامعة باتنة، أسئلة حول حوار الحضارات، من حيث تحديد مفهومه، ثم متابعة تطوره في حياة الناس، مع تقديم مجموعة من أقوال بعض الدارسين والمفكرين، التي تحمل أرائهم. لتكون خاتمة المجلة بحثين أحدهما تمحور حول مواقف الحركة الإصلاحية من اللغة الفرنسية في الفترة الممتدة من 1925 إلى 1940، للأستاذ الباحث الجزائري" بشير بلاح" ،والبحث الأخر تناول أصل كلمة البربر وأهميتها التاريخية، وتوصل إلى أن كلمة "بربر" عربية عريقة في القدم مرتبطة بالتحولات المناخية في العصر الحجري الحديث وهي تعني المهاجرين، ومن أكثر الكلمات دلالة على الانتماء الشرقي لبربر". وعليه، فالمجلة تعتبر إضافة نوعية للدارسين وعشاق المطالعة، ونافذة تسمح بتنمية الرصيد المعرفي في لغة الضاد.