خصصت مجلة "القرآن الكريم" الصادرة عن الإذاعة الجزائرية، في عددها الجديد لشهر أفريل، جزء خاصا سلطت من خلاله الضوء على تاريخ مدينة تلمسان إلى جانب مسيرة وإنجازات أكبر علماء الدين الذين مروا بها وذلك تزامنا مع إحياء تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011" في عدد من المقالات بقلم نبيل عصماني أعاد من خلالها التعريف بهذه المدينة العريقة وذكر تراجم علمائها ومن بين ما جاء على ألسن العلماء والكتّاب والمؤرخين، ذكر صاحب المقال على لسان الخطيب رحمه الله تعالى في وصف تلمسان أنها "مدينة جمعت بين الصحراء والريف ووضعت في موضع شريف كأنها ملك علم رأسه تاجه وحواليه من الدوحات حشمه وأعلاجه عبادها يدها وكهفها كفها وزنتها زيانها و عينها أعيانها هواها المقصور بها فريد، وهواؤها الممدود صحيح عتيد وماؤها برود صريد حجبتها أيدي القدرة عن الجنوب فلا نحول فيها و لا شحوب". كما تطرق صاحب المقال إلى عديد المدارس التي أنجبت فخر البلاد العربية من علماء، و ذكر من بينها مدرسة أبي حمو موسى الأول، المدرسة التاشفينية، مدرسة بقرية العباد، المدرسة اليعقوبية. وفي ذات الملف، تطرق نبيل عصماني إلى سيرة أبرز العلماء الذين صنعوا مجد تلمسان والأمة الإسلامية والعربية جمعاء، كانوا قد مروا بمجالس السلاطين والملوك، بالإضافة إلى الرحلات العلمية في مختلف الحقبات التاريخية. وقد شملت المجلة في ذات الجزء المخصص لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011" مقالا مفصلا عرض من خلاله الأستاذ زكرياء توناني "إسهامات علماء تلمسان في التأليف، العلوم الشرعية وتوابعها. كما تناولت المجلة عدد من الملفات أبرزها ملف" أصول اعتقاد أهل السنة في معاملة ولي الأمر"، تم من خلاله التطرق إلى نماذج من كلام علماء أهل السنة رحمهم الله في بيان تلك الأصول حول هذه القضية المهمة التي نجدها مدرجة ضمن جميع مؤلفاتهم، من بينهم الإمام البخاري، الخلال،الآجري و ابن أبي العز. وجاء في الملف على أساس عدد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، أنه "لا مجال للخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم ولا ننوع يدا من طاعتهم وأن طاعتهم من طاعة الله عزّ وجلّ فريضة ما لم يأمروا بمعصية"، كما خلص الملف بتقديم نصيحة إلى أئمة المسلمين" بحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم واجتماع الأمة عليهم وكراهية افتراقها عنهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله والبغض لمن أراد الخروج عليهم".