تابع الكثيرون من الأعراب والعرب مثلي حفل زفاف حفيد الملكة إليزابث وعلى المباشر، وكأن العرب هم أصحاب العرس رغم أن واقعهم يضعهم في موضع الخدم والحشم لا غير، ورغم توافدهم بكثرة لزفاف لا ناقة لهم فيه ولا جمل بما أن الملكة لا تعترف بالنوق والإبل، إلا أن أهل البادية من الأعراب رغم الثراء الذي هم فيه اصطفوا في آخر الصفوف من المدعوين كضيوف ثقال الظل على أهل القصر أو كأنهم من حثالة القوم رغم أثار النعمة والبذخ البادية على وجوههم الأميرية، لكن النعمة بدون كرامة لا تصنع للمرء قيمة، أما قنواتهم الفضائية التي تركت جوعى الصومال وأهملتهم عقدين من الزمن لم تتخلف عن نقل حفل الزفاف على المباشر من أول ما نزلت العروس من بيت والدها إلى غاية وصولها قصر عريسها، رغم أن قنوات غربية لم تتابع الحدث مباشرة، ولأن العرب " مشتاقين حنان " ومحرومين منه فقد طالبت إحدى المذيعات العربيات التي كانت تقدم الحفل على المباشر بأن يعيد الأمير والأميرة الوافدة إلى القصر قبلة الزواج، لأن الكثير من العرب فاتتهم القبلة الملكية، نعم هكذا كان شأن العرب البحث عن قبلة ملكية يتفرجون عليها دون حتى أن يمارسوها هم فعلا لأنها فعل محرم مشين، وفي الوقت الذي كانوا يطالبون بقبلة كانت الدماء في سوريا تسيل غزيرة تجرف حتى أغصان الشجر وأغصان الزيتون التي يرفعها العرب في وجه " العديان "، ورغم أن العرب في حفل زفاف حفيد الملكة جاؤوا بهدايا لا يحلم بها حتى السندباد في رحلاته، إلا أنهم لم يحصلوا حتى على " طريف لحم " وحفنة " كافيار " للضيوف العرب .