في الوقت الذي كانت قنوات الدم العربية تحرض في سوريا ويتساقط أفراد من الأمن والجيش هناك ومن الشعب بعضا يقتل في بعض، وبينما تكاد ليبيا تصير "ليبيا الغربية" وليبيا الشرقية"، والتوجس قائم في دول عربية اخرى من الفتن، حضر الأعراب حفل زفاف حفيد الملكة إلزابت بكروشهم " المدورة " حاملين معهم هدايا لم تسمع بها الشعوب إلا في حكايات ألف ليلة وليلة، ومن مأساة العالم العربي أن تنقل قنواته التي تمولها دول الخليج حفل الزفاف الملكي على المباشر مظهرة تفاصيل البذخ الذي كان للأعراب يد فيه، ولم تستطع هذه القنوات أن تشير ولو تلميحا إلى المحتجزين في السعودية والمحكوم عليهم بالإعدام في البحرين، ولا الذين اعتقلوا في الإمارات ولا إلى مأساة الصومال، ملايين أهدرت في حفل لم يكن من شأن العرب في شيء، سوى بريوع النفط وصفقات السلاح العربية والرشاوي، ورغم ذلك لم يكن العرب مرحب بهم في حفل الملوك حتى وان كانوا أبناء الملوك لذا كانوا يظهرون من بعيد بجلابيبهم واقمصتهم وما يضعونه على الرؤوس كأن الإنجليز ارادوا أن يظهروا العرب كضيوف من الدرجة الثانية وظيفتهم تقديم الهدايا وتقديم المال من صفقات النفط والسلاح من أجل الإحتفالات والأفراح الملكية، ومهما فعل العرب وحاولوا أن يفعلوا ليكونوا في مستوى الثقافة البريطانية سيظلون عربا وظيفتهم الوحيدة أنهم مصدر رخاء الغرب، وتعاسة أشقاءهم من الدول العربية، وربما يندب بعض الأعراب حظهم لعدم دعوتهم للزفاف الملكي رغم ما قدموه لقصر الملكي وضاعت عليهم فرصة أن يكونوا من الخلف، والعجب أنه حتى هذا الخلف لم يقبل بعض العرب في صفوفه .