دخلت أمس الأحد فعاليات معارض الإنتاج الجزائري 2010 يومها الخامس في ضل احتدام المنافسة بين الشركات العارضة التي اعتمدت جميعها سياسة جواريه تحفيزية لجلب الزائرين حيث أقرت العديد من العروض الترقوية و "التنزيلات" على مختلف المنتجات سواء الكهربائية أو الكهرومنزلية أو الغدائية و كذا منتجات قطاع النسيج و الجلود الأمر الذي خلق نوع من الحيرة لدى المواطن المستهلك لتثبيت و تقرير خياراته ، بالموازاة اعتمدت الشركة الجزائرية للمعارض و التصدير " سافكس"خطة دعائية محكمة للترويج لهذا الموعد الاقتصادي الهام و تتوقع أن يصل عدد الزائرين حتى يوم الأربعاء المقبل قرابة 250 ألف زائر . و معلوم أن معارض و صالونات الإنتاج الوطني 2010 كانت قد انطلقت الأربعاء الماضي و قد أثار غياب المسولين السامين في الدولة استياء العارضين حيث كان من المفترض على الأقل حضور وزير التجارة أو الصناعة مصطفى بن بادة أو وزير ترقية الاستثمارات اللذان دأبا على تدشين فعاليات هذه التظاهرة في إشارة رمزية للدعم المعنوي الذي توليه الدولة للصناعات المحلية لكن ورغم ذلك انطلقت الفعاليات بشكل طبيعي و بدأ إقبال الزوار بصورة مكثفة منذ عطلة نهاية الأسبوع الماضي . البنوك حلقة محورية أساسية لتطوير الاقتصاد وفي جولة استطلاعية قادت "الأمة العربية" إلى قصر المعارض بالصنوبر البحري في العاصمة لرصد انطباعات الزوار و جمع تصريحات مسؤولي الشركات العارضة فوجئنا للإقبال المكثف للزوار خصوصا على صالون المنتجات البنكية و الخدمات المالية و شركات التأمين و الانشغال الأساسي هو الاستفسار عن إجراءات الحصول على القروض المحسنة " 1 و 3 بالمائة " التي أقرتها وزارة المالية قبل 6 أشهر لفائدة فئة الموظفين و أيضا كيفيات الاستفادة من مختلف البرامج السكنية التي تمولها البنوك و خصوصا بنك التوفير و الاحتياط "كناب بنك" الذي يشارك بقوة خلال هذه التظاهرة إلى جانب العديد من البنوك العمومية و الخاصة التي سخرت جميعها طواقم كفأه للإجابة عن كل استفسارات المواطنين الزوار و توضيح كل النقاط الغامضة فيما يخص برامج التمويل و منح القروض العقارية كما اغتنمت شركات التامين فرصة هذه التظاهرة لشرح آليات و إجراءات الاستفادة من مختلف المنتجات الجديدة التي أعلنت عنها مؤخرا خصوصا تلك المتعلقة بالمنتجات التأمينية الموجهة لفائدة الفلاحين و الصناعيين و أصحاب المهن الحرة. صالون الصناعات الغذائية.. التكنولوجيا تصنع الفرق أما في صالون المنتجات الزراعية و الزراعية الغذائية فقد كان الإقبال أيضا مكثفا خصوصا و أن اغلب الشركات العارضة فتحت فضاءات للبيع المباشر للجهور العريض و قد اعتمدت أسعار محفزة و تنزيلات تتراوح ما بين 5 إلى 10 بالمائة كما حرصت على تنظيم طومبوبات و فضاءات لتذوق مختلف المنتجات و في هذا الصدد حدثنا مسؤول في شركة "سيفيتال" التي تشارك بقوة في هذه الفعاليات أن الشركة لم تفوت فرصة المشاركة في معارض الإنتاج الوطني مند استحداثها قبل أكثر من 10 سنوات و هي تهدف دوما إلى أن تكون إلى جانب المواطن المستهلك من خلال الإستراتيجية الجوارية التي تعتمدها و كانت لها نتائج ايجابية رغم المنافسة الشديدة التي تطبع اليوم سوق المنتجات الغذائية و الغذائية الزراعية إلى جانب "سيفيتال" نجد مجموعة "حمود بوعلام" و شركة "فيد" للمصبرات و "تونيك للتغليف" ومجموعة " مطاجن سيم" و غيرها من الشركات الكبرى التي تختص في صناعات التغليف و التعبئة الغذائية .وقد اغتنم المواطن الزائر فرصة هذه العروض التحفيزية لاقتناء المنتجات و هي العملية التي تتيح له المشاركة في "الطومبوبات" المنظمة و التي سيجرى سحب معظمها في اليوم الأخير من هذه التظاهرة الاقتصادية الكبيرة . الصناعات الالكترونية و الكهرومزلية .. عرض كاف و إمكانيات للتصدير و على غرار الإقبال المكثف على صالون المنتجات البنكية و المالية و شركات التأمين نجد أن زوار معرض المنتجات الكرومنزلية تزايد تدريجيا منذ اليوم الأول من افتتاحه و الذي يتربع على مساحة عرض تقدر بأكثر من 1600 متر مربع في الجناح المركزي و شاركت فيه أكثر من 19 شركة جزائرية أهمها "السلام الكترونيكس" صاحب منتجات" السلام" و الممثل الحصري للعملاق الكوري الجنوبي" آل جي الكترونيكس" و أيضا مجمع "كوندور" الناشط بالمنطقة الصناعية ببرج بوعريرج و "كريستور" و" كوبرا" و "تي آس آل " للمنتجات الكهربائية و الالكترونية و مجمع " سوناريك" و" سامحة سامسونع" التابعة لمجمع "سيفيتال" و كلها مجمعات أقرت سلسلة من التنزيلات في كل عمليات التسويق خلال فترة هذه التظاهرة تتراوح ما بين 5 و 15 بالمائة هذه التخفيضات كان لها الوقع الايجابي حيث سجلت مختلف الشركات طلبات الشراء و يتوقع أن ترتفع أكثر حسب تصريحات العديد من مسؤولي أجنحة الشركات العارضة خلال الأيام الثلاث المتبقية من عمر هذه التظاهرة و حسب العديد من مسؤولي أجنحة الشركات العارضة فان الصناعة المحلية في مجال المنتجات الالكترونية و الكهرومزلية أصبحت خلال العشرية الماضية تلبي بالطلب الداخلي بنسبة 100 بالمائة و تحوز على إمكانيات كبيرة للتصدير خصوصا نحو الدول الإفريقية . و كان مجمع "كوندور" السباق نحو الأسواق الخارجية بتصديره المستقبلات الرقمية نحو اسبانيا و مجمع "السلام الكترونيكس" الذي يصدر حاليا نحو ليبيا ومملكة الأردن . الدولة مطالبة بالتدخل لحماية و مرافقة قطاع النسيج و الجلود و في صالون النسيج و الصناعات الجلدية اكتشفنا المستوى الكبير الذي بلغته هذه الصناعات المحلية رغم المشاكل العويصة التي يتخبط فيها القطاع منذ تحرير السوق و التخلي عن احتكار الدولة لهذا القطاع و قد أوضح لنا العديد من مسؤولي الشركات العارضة 50 بالمائة منها عبارة عن مؤسسات صغيرة و متوسطة أن النتائج يمكن أن تكون أفضل مما حقق و انجز حاليا لو تتدخل الدولة لإنقاذ الشركات التي تعاني من ضائقات مالية و تالتاحر التقني خصوصا المجمعات العمومية المحلية مثل مجمع "تيكسماكو" و "كوفر تيكس" و "سوناتيكس" مؤكدين على ضرورة إقرار الإجراءات التنظيمية و ووقف أو على الأقل التقليل من حدة الاستيراد الذي اثر و بشكل كبير على مردود الصناعة المحلية في قطاع النسيج و الجلود . و أكد مسؤول في جناح مجمع "تيكساماكو" أن الجزائر تتمتع بإمكانيات كبيرة تغنيها عن الاستيراد في إشارة إلى زحف النسيج الصيني و الباكستاني الأمر فقط يقتضي تدخل الدولة من اجل تنظيم السوق و غربلتها من المستوردين العشوائيين .و الواقع أننا فوجئنا بمستوى الخبرة و التكنولوجيا العالية التي بلغتها صناعة النسيج المحلية التي أصبحت تعتمد على آخر تقنيات التصنيع و تستجيب للمعايير المعمول بها عالميا .