حذر مصدر مسؤول في مجموعة "سبي سوفيا" المتخصصة في إنتاج وتوزيع مضادات الحشرات ومنتجات التنظيف والتطهير من المخاطر الصحية والايكولوجية الكبيرة المنجرة عن استخدام شرائح مكافحة البعوض مقلدة عن المنتج الأصلي للشركة، مؤكدا أنها تسبب سرطان الجلد وأمراضا أخرى تنفسية مستعصية ضحيتها بالدرجة الأولى فئة الأطفال. وقال ذات المصدر إن أعوان مراقبة السوق التابعين للشركة اكتشفوا في المدة الأخيرة رواج منتجات تحمل نفس غلاف تعبئة المنتوج الأصلي، لكنها في واقع الأمر مصنوعة من خلطات كيميائية مجهولة وفي أماكن غير معقمة مثل أقبية العمارات والمآرب والدكاكين المهجورة.
وأضاف مصدرنا أن عصابات ترويح هذه المنتجات المقلدة تزايد عددها في الأشهر القليلة الماضية تحسبا لفصل الصيف، حيث يرتفع الطلب في العادة على منتجات مكافحة البعوض "مناموس" أو الحشرات الزاحفة والطائرة مثل الصراصير والنمل والذباب.
خلطات كيميائية غريبة والضحية المواطن
وأكد ذات المتحرث أن العينات التي أجراها مخبر مجموعة "سيبي سوفيا" ومقرها في قسنطينة على عينة من هذه المنتجات المقلدة، كشفت على أنها مصنوعة من خلطات كيميائية غريبة مثل إضافة البلاستيك المذوب إلى كميات من مسحوق الغسيل وصابون العنبر المستورد من الصين وطايوان، ووضعها في قوالب لتجف، موضحا ل "الأمة العربية" أن غياب الرقابة في أسواق التجزئة النظامية والفوضوية هي التي حفزت عصابات القرصنة والتقليد للنشاط أكثر، وبالتالي إغراق السوق بمختلف المواد الضارة صحيا وإيكولبوجيا. والواقع أن الاستطلاع الذي أجريناه في عدد من أسواق العاصمة، اكتشفنا وجود "ماركات" من شرائح مكافحة البعوض غير معروفة وأخرى مقلدة عن المنتجات الأصلية، وما تزال تلقى طلبا كبيرا من طرف المواطنين بالنظر إلى أسعارها المعقولة 5 دينار للشريحة الواحدة.
الرقابة الغائبة حفزت المقلدين للنشاط أكثر
وقد تحدثنا إلى "جمال.إ"، وهو تاجر فوضوي في سوق باب الزوار، وجدناه يعرض مختلف أنواع منتجات مكافحة البعوض والحشرات. ولما استفسرناه عن مصدر سلعته، قال إنه يحصل عليها من تاجر جملة هو بدوره يتمون من تجار آخرين قادمين من ولايات داخلية عديدة، ولم نستطع تحديد المصدر الأول للسلعة. وقال في هذا الصدد "أتسلم بضاعتي من تجار جملة من البليدة، هؤلاء يتسلمون بضاعتهم من "شركة" وهمية على ما يبدو من ولاية سطيف.. والحقيقة أنني أبيع يوميا أكثر من 3 خراطيش من شرائح البعوض من ماركة "سيبي مات" والخرطوشة الواحدة بها أكثر من 50 علبة، والعلبة الواحدة تحتوي على 30 شريحة لمكافحة الناموس. ولما استفسرناه عن سر عدم فعالية الشرائح التي يبيعها، قال إنه "تاجر رصيف وليس مصنعا". من جهته، قال لنا مواطن التقينا به في سوق سوريكال بباب الزوار، إن الشرائح التي يقتنيها في المدة الأخيرة وهي من علامة "كومبا" ليست فعالة، بل بالعكس أصابت كل أفراد عائلته بضيق في التنفس بمجرد وضعها في آلة الشريحة، حيث تشرع بعد ربع ساعة من وضعها في طرح روائح غريبة وكريهة. أما "بوعلام.ط"، وهو أيضا مواطن التقينا به في ذات السوق، فقد أكد أنه لا يشتري شرائح مكافحة "الناموس" إلا من المحلات التجارية، ويتبين جيدا مواصفات الملصقة وتاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية. وعلى غرار شرائح مكافحة البعوض، طال التقليد أيضا تشكيلة واسعة من المنتجات التي تصنعها مجموعة "سبي سوفيا" ومقرها بقسنطينة وتنشط في السوق منذ سنة 1988، مثل مزيلات الروائح ومساحيق المجاري "كلور الصوديوم".
مشاركة "سبي مات" في معرض الجزائر الدولي هدفه تحسيسي وليس تجاريا
للتذكير، شاركت مجموعة "سبي سوفيا" مؤخرا في معرض الجزائر الدولي ال 44 بهدف أساسي هو تحسيس المواطن المستهلك من مغبة استخدام المنتجات غير المعروفة والقلدة، وقال مسؤول الجناح ل "الأمة العربية" إن الشركة عمدت إلى وضع ملصقات محددة ومستعصية للتزوير، وذلك لقطع الطريق أمام عصابات التزوير والتقليد. والواقع أن منتجات الشركة وأيضا ممنتجات مجموعة "هنكل الجزائر" الخاصة بمكافحة الحشرات، تتعرض سنويا للقرصنة والتقليد وترفع عشرات الشكاوي "ضد مجهول" بعد تبين وجود منتجات مقلدة عن المنتجات الأصلية في السوق، لكن هذه الشكاوي ظلت دون متابعة منذ أكثر من 5 سنوات... والسؤال يطرح نفسه بقوة عن مدى جدية السلطات في مكافحة التقليد والقرصنة، رغم الشعارات التي ترفعها؟