يتداول في أسواق التجزئة، الفوضوية منها والنظامية، عبر أغلب بلديات العاصمة منذ فترة ليست بالوجيزة، تشكيلة من المنتوجات الموجهة للاستخدام المنزلي تتمثل في مبيدات للحشرات الطائرة والزاحفة، وأيضا مساحيق للتنظيف والتطهير مجهولة المصدر معبئة في أكياس بلاستيكية لا تحمل إسم المصنع ولا المكونات الكيميائية الأساسية للمنتوج ولا تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية، تطرح بأسعار مغرية تتراوح ما بين 10 و40 دج فقط للوحدة، والمؤسف أنها تلقى طلبا منقطع النظير. وحسب الاستطلاع الميداني الذي قامت به "الأمة العربية" في العديد من الأسواق الفوضوية في العاصمة (الرغاية وباب الزوار وبرج البحري)، تبين أن المنتوجات يتم تصنيعها في "ورشات سرية" تتخذ في غالب الأحيان من أقبية العمارات في المناطق الحضرية والزرائب والأحراش في المناطق شبه الحضرية مقرا لها، حيث أسر لنا بعض المواطنين المتسوقين أن منتوجات التطهير والتنظيف هي عبارة عن خليط من جملة من المكونات الكيميائية مجهولة المصدر يتم تجفيفها لمدة 3 إلى 4 أسابيع لتصبح في شكل مسحوق يتم تعبئته في أكياس بلاستيكية يتم الترويج له بسعر 10 دج للكيس الواحد. أما مبيدات الحشرات، فيتم تسويقها في شكل مساحيق أو سوائل معبئة في قارورات من نفايات المواد الطبية وشبه الصيدلانية التي تجمع من المزابل والمفرغات العمومية. وحسب العديد من المواطنين الذين استطلعت "الأمة العربية" آراءهم، فإن ورشات تصنيع هذه المبيدات تعتمد بالدرجة الأولى على "مبيد الفليتوكس" السائل، حيث يتم تفريغ محتوى بخاخة واحدة في أكثر من 10 إلى 15 قاروة بخاخة، مع إضافة بعض السوائل الأخرى مجهولة المصدر والمكونات، ليتم ترويجها في السوق بأسعار منخفضة. وحسب روايات العديد من هؤلاء المواطنين، فإنه تم تسجيل العديد من الحالات المرضية المستعصية لدى المستهلكين لهذا النوع من المنتوجات شهادات حقيقية عن حالات بلغت حد تسجيل حالات إصابة ب "الإكزيما الجلدية" التي تتطور أورامها لتصبح واحدة من الأنواع المستعصية لسرطان الجلد. كما أن الغازات التي تطرحها بعض المنتوجات غير المطابقة والموجهة أساسا لمكافحة براغيث البيوت، وهي عبارة عن عجائن هلامية تسبب أمراضا تنفسية خطيرة. وقد سجلت العام الماضي العديد من حالات التقليد، مست الشرائح العطرية "LES PASTILLES MOUSTIQUES" لمواجهة الناموس، إلى درجة أن سارع المصنعون المحليون للمنتوج الأصلي إلى إعلان حملة إشهارية واسعة عبر وسائل الإعلام تحذر من التبعات الصحية الخطيرة المنجرة عن استخدام الشرائح المقلدة. وعلمت "الأمة العربية" أن مصالح المخابر الوطنية للجودة ومراقبة النوعية، جندت نفسها وسخرت كافة إمكانياتها لمواجهة هذا الخطر الداهم، خصوصا وأن المصنعين غير الشرعيين لهذه التشكيلة الواسعة من المنتجات غير المطابقة، يغتنمون فصل الصيف للترويج أكثر لمنتوجاتهم على اعتبار أن الفترة الممتدة ما بين شهري ماي وأكتوبر هي المدة التي تشهد تصاعد الطلب أكثر على مثل هذه الأنواع من المطهرات والمبيدات، مقارنة بباقي شهور السنة التي ينكمش فيها الطلب إلى درجات دنيا. وقد حاولنا مرارا الاتصال بخلايا الاستعلام على مستوى وزارة الصحة لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الخطر الذي يتهدد الصحة العمومية، وأيضا إن كانت قد رفعت "إخطار بحالة" لأي مصالح وزارة التجارة المخولة قانونا للمراقبة والردع، لكن بدون جدوى.