اختتمت، أول أمس، فعاليات الطبعة السابعة ل "برنوس لحداب" بقاعة المحاضرات ببلدية بويرة الأحداب بالجلفة، والذي نظمته الرابطة الوطنية للأدب الشعبي تحت رعاية والي الجلفةّ، بحضور شعراء الأدب الشعبي وأساتذة وأدباء وكتاب من مختلف بلديات الولاية وشعراء من مناطق الوطن المختلفة، تبادلوا فيه قوة الحرف الجميل، والكلمة المنتقاة المعبرة عن البداوة الأصيلة، حيث أشاد منشط الاحتفالية الشاعر الأستاذ "صالح رابح" بالعادة التي دأبوا عليها من أجل جمع الشعراء في لقاء سنوي دائم، وذلك بتكريم شاعر كل مرة عرف بفصاحته و قوته في ميدان الشعر الشعبي الذي صار حاضنا للثقافة الأصيلة، وديوان البداوة، وفي لقاء حميمي تداول عدة شعراء على المنصة فأمتعوا الجمهور الحاضر بالكلمة الرصينة والحكمة البالغة من مخزون الشعر الشعبي الذي تزخر به المنطقة، مما لوحظ أن الجمهور الحاضر الذي غصت به القاعة كان متجاوبا مع الشعراء. وفي كلمة لرئيس بلدية "بويرة الأحداب" نوّه فيها بالحضور والثقافة الشعبية والموروث الوطني الشعبي الذي يشكل حصنا منيعا في الحفاظ على الهوية الوطنية، و مما يثمنه الحضور أن مير "بويرة الأحداب" يشجع الثقافة في كل مجالاتها. وفي ذات الوقت، شهدت البلدية في عهدته حركة تنموية شاملة مست جميع القطاعات و هذا التزاوج بين التنمية في مجاليها المادي والثقافي يعتبر ركيزة للبناء الصحيح في بلدياتنا، كما تم تكريم الشاعر الشاب "بلخيري الطاهر" البالغ من العمر 23 سنة في هذه الطبعة و الذي ينحدر من بلدية مسعد بالجلفة. وقد كانت بدايات الشاب مع الشعر منذ نعومة أظافره في محاولات شعرية نالت إعجاب أهله وذويه، ويهتم أكثر بغرض "الغزل" الذي يتجه نحوهُ أكثر الشعراء سواء في الملحون أو الفصيح، و قد قدّم له (برنوس لحداب الأدبي)، تقديرا له على شاعريته البدوية، و قد ألقى بالمناسبة عدة قصائد منها "دويرة الأحباب" شكرا لأهل المنطقة، وقد تحدث كذلك بالمناسبة رئيس الرابطة المغاربية للأدب الشعبي "توفيق ومّان" عن أن الشعراء في الأدب الشعبي يقاومون من أجل إسماع الكلمة البدوية لهذا الجيل في إطار التواصل بين الأجيال وبناء ثقافة شعبية وطنية تساهم في بناء جيل يعتز بماضيه التليد، ويحاول كثير من الشعراء الشباب الذين التقت بهم "الأمة العربية" أن يحضوا بالمساعدة من الجهات الوصية، وذلك بطبع دواوينهم التي تعتبر جزء من الثقافة الوطنية و تأصيلا لماضيها. كما طالب الشعراء بالتفاتة وزارة الثقافة إليهم وإلى إنتاجهم الأدبي وضرورة فتح فرع جهوي لديوان حقوق المؤلف بالجلفة، خصوصا أنها منطقة تضم نسبة كبيرة من شعراء الشعر الشعبي، واستغل المنظمون المناسبة الثقافية هذه بتكريم الأوائل الذين تحصلوا على شهادات نهاية المشوار الدراسي في كل مراحله. والجدير بالذكر، أن هذه التظاهرة الثقافية لاقت استحسانا واستجابة كبيرة من قبل الشعراء والأدباء والنقاد والفاعلين في الوسط الأدبي، كما تم اقتراح فتح المجال لها للمساهمة في إثراء الثقافة الوطنية والحفاظ على مخزون الجزائر الثقافي، وفي ذات الوقت دعا الحاضرون إلى توسيع هاته التظاهرات إلى ملتقيات جهوية أو وطنية حتى تعم الفائدة.