يشهد مستشفى الشهيد محمد مداحي فوضى عارمة بسبب ما لحقه من تسيب وإهمال، رغم ما يتوفر عليه من مرافق علاجية، فالمستشفى الذي يسع لأزيد من 240 سرير يعتبر أكبر مستشفى على مستوى ولاية ميلة، غير أنه يفتقر إلى طاقم طبي متخصص، خاصة في ما تعلق بأمراض الدم، فعلى سبيل المثال يوجد سوى طبيب واحد على مستوى مصلحة الاستعجالات، ويؤطره 04 جراحين ومخدر واحد، طبيب أطفال واحد، وطبيب مختص في أمراض القلب). كما زود المستشفى بمركز نقل الدم ومخبر ومصلحة ألمراض الداخلية والجراحة العامة وجراحة العظام، في حين يفتقر إلى أخصاني توليد على مستوى مصلحة الولادة، كما يفتقر إلى طبيب مختص في أمراض الدم جهاز سكاني، مما جعله عاجز عن تقديم الخدمات العلاجية للمرضى، خاصة بالنسبة للحوامل اللاتي غالبا ما يحولن إلى مستشفيات قسنطينة أوعنابه، لافتقار المصلحة إلى أخصائي توليد، كذلك غياب طبيب مختص في أمراض الدم، وغالبا ما يجد طاقم المستشفى نفسه عاجزا أمام الحالات الإستعجالية، ناهيك عن رداءة الغذاء الذي يقدم للمرضى وغياب اللحم في الوجبة الغذائية. .. والطفل حيدر سباعي ما زال ينتظر القلوب الرحيمة لمساعدته غياب الأخصائيين أثر على الجانب العلاجي للمستشفى مثلما هوالشأن بالنسبة للطفل حيدر سباعي الذي ما يزال طريح فراش المستشفى إلى اليوم، الذي يعاني من تشوهات على مستوى الأوعية الدموية، عندما ظهرت له أورام خبيثة عبر كافة أنحاء جسمه وهوفي الشهر الأول من ولادته، ورغم إخضاعه إلى أربع عمليات جراحية، (واحدة بمستشفى حسين داي بالعاصمة، وثلاثة بقسنطينة)، وكانت آخر عملية جراحية اخضع لها الطفل حيدر السنة الماضية 2010، فالأورام ما تزال تعرف تكاثرا كالطحالب، كما أن حجمها يزداد يوما بعد يوم، خاصة على مستوى الوجه، الرقبة، اليدين وأسفل الظهر، وهو يحتاج إلى نقل الدم إليه مرتين في الأسبوع، نظرا لعجز الأوعية الدموية عن الاحتفاظ بالدم بداخلها. الطفل حيدر سباعي هو اليوم في السادس من ربيعه، لا يعرف المدرسة مثل أترابه، لأن المرض حاله عن الجلوس على مقاعد الدراسة والتحصيل المعرفي، رغم ما يتمتع به من ذكاء، وهو اليوم ينتظر القلوب الرحيمة لترأف به وتمد له يد المساعدة للعلاج في الخارج، خاصة وهو اليوم يعيش ظروفا اجتماعية مزرية بعد وفاة والده منذ شهرين فقط في حادث مرور، حسبما أكدته لنا والدته السيدة عبدلي سهام التي ناشدت وزير الصحة والسكان بالتدخل السريع من أجل التكفل بعلاج ابنها في الخارج.