تعدّ المؤسسة الإستشفائية العمومية ب''الرويبة'' بولاية الجزائر مرجعية في طب العمل، حيث ترتبط باتفاقيات مع 210 شركة عمومية وخاصة تتواجد بالمنطقة الصناعية لذات البلدية، يتولى الإشراف عليها وعلى خدماتها الطبية والوقائية أستاذ مختص في طب العمل وعشرة أطباء مختصين هم كذلك فضلا عن طاقم شبه طبي على قدر من الكفاءة، تشمل هذه الإتفاقيات الصحية 15813 عامل وعاملة من مجموع 22813، وهذا العدد مرشح للإرتفاع. وبحسب السيد يزيد منزو مدير هذه المؤسسة الإستشفائية الهامة، فإن ''عمل أطباء مصلحة طب العمل وفقا للإتفاقيات المبرمة لا يتم على مستوى المستشفى فقط، وإنما أيضا داخل الشركات، بصفة دورية منتظمة وعلى مدار اليوم وكذلك في الليل كلما دعت الضرورة إلى ذلك''. وتبين حصيلة النشاط بالنسبة للعام الماضي، أن حوالي150 ألف مواطن ومواطنة راجعوا هذه المؤسسة الاستشفائية من ضمنهم 83856 في مصلحة الاستعجالات الطبية لوحدها، وتتكون هذه المؤسسة من خمس مصالح طبية رئيسية تعنى: بالجراحة العامة، الطب الداخلي، الأمراض التنفسية والرئوية، طب الأطفال، طب النساء والتوليد، ناهيك عن تصفية الدم لمرضى الكلى، الطب الشرعي، مصلحة التشريح الخ، مما جعلها تعرف ضغطا كبيرا، خصوصا فيما يخص مصلحة الأمراض التنفسية والرئوية ومصلحة التشريح، كون أن هاتين المصلحتين غير متوفرتين بمستشفيي ''بارني'' و''زميرلي'' الأقربين للمستشفى، وهذا الأمر يصعّب من مهمة الطاقم الطبي والشبه الطبي لهذه المؤسسة الاستشفائية لتلبية الطلب المتزايد عليها والتكفل بكل من يراجعها. ويقول السيد منزو في هذا الخصوص، ''تستقبل مصلحة الإستعجالات الطبية عددا كبيرا من المواطنين حتى من خارج إقليم ولاية الجزائر، ولا يمكن لنا أن نرفضهم، لكن هذا الضغط الكبير يحول دون القيام بأشغال التهيئة في المصلحة، وإن فعلنا فمعنى ذلك توقيف العمل بها''. وأشار ضمن خطة التوسع، إلى مشروع مصلحة خاصة لمرضى السرطان عافانا وعافاكم اللّه تجري الأشغال بها حاليا، يتوقع فتحها خلال الأشهر القليلة القادمة، تتسع ل14 سريرا بدلا من 6 أسرة طاقة استيعاب بالمصلحة الحالية، تقدم العلاج الكيميائي للمرضى بإشراف طبيبة واحدة، في انتظار تدعيمها بأطباء مختصين، كما تجري حاليا أشغال توسيع وتهيئة مصلحة الجراحة العامة التي تتكون من أربع قاعات للعمليات منجزة كلها بالبناء الجاهز، مما يتوجب إستبدالها لتكون عملياتية في نوفمبر القادم، حسب ما هو مخطط لها، وتشمل ذات العملية تقريبا كل المصالح الطبية وغيرها بداخل المؤسسة. نذكر منها على سبيل المثال لا للحصر : الطب الداخلي، الطب الشرعي، المشرحة وقاعة حفظ الجثث، وكذا مصلحة الأمراض التنفسية والرئوية وطب الأطفال، مع تمكين هذه المصالح من تجهيزات جديدة، على غرار مصلحة تصفية الدم التي حظيت باهتمام أكبر من لدن الإدارة الحالية للمؤسسة. وبخصوص المشاريع المبرمجة ضمن المخطط الخماسي 2010 2014، ركز السيد منزو على مشروع إنجاز مستشفى جديد خاص بأمراض النساء والولادة والطفولة بسعة 240 سرير، يضم على وجه الخصوص مصلحة للاستعجالات الطبية، مخبر وصيدلية، موضحا «أن هذا المشروع سيتم إنجازه بمحاذاة المؤسسة الإستشفائية المذكورة وفقا للمعايير والمواصفات الدولية العالية ضمن مخطط بناء 13 مؤسسة استشفائية عمومية على مستوى إقليم ولاية الجزائر، وهو ما من شأنه أن يخفّف من حدة الضغط الذي يعرفه مستشفى الرويبة الذي يشغل مساحة 7 آلاف و30 م2 من إجمالي 30 ألف م2، وبطاقة استيعاب قدرها 168 سرير. أما الطاقم الطبي، فهو يضم 127 طبيبا يعملون بنظام الدوام الكامل، من بينهم أربعة أساتذة، وتبقى الحاجة كما قال شديدة إلى أطباء مختصين، لاسيما في الأمراض التنفسية والرئوية، طب الأطفال والاستعجالات الطبية، وكذا الأمر بالنسبة للعاملين في سلك الشبه الطبي من أجل سدّ النقص. ويقوم مجلس الإدارة بتسيير المؤسسة التي تضم هيئات أخرى مثل: المجلس الطبي، مجلس الإدارة، لجنة الاستعجالات الطبية. علما أن هذه الهيئات وغيرها كانت مجمدة أو قليلة النشاط قبل أن يعيد إليها المدير الحالي الحياة، لتمارس المهام الموكلة إليها بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة فيها، وذلك خدمة لقطاع الصحة وترقيته والتكفل أفضل بالمرضى وفقا للإمكانيات المادية والبشرية المتاحة. وأهم ملاحظة يسجلها كل من يراجع مستشفى الرويبة: وتشد الانتباه، توفر النظافة والشروط الصحية سواء داخل غرف المرضى أو خارجها وفي كل محيطه، فضلا عن تجند العاملين فيه، وتواجد المسؤول الأول طوال النهار وحتى في فترة الليل بما في ذلك أيام نهاية الأسبوع، ليتابع شخصيا السير الحسن لكافة المصالح المتواجدة بالمستشفى، مراقبا بذلك كل صغيرة وكبيرة.