قال الثوار الليبيون إن مئات الآلاف من الألغام وهجوما مضادا شرسا من القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تبطئ محاولاتهم للاستيلاء على البريقة وزليتن، وكشف أحد قادة الثوار عن إرسال مجموعة من المقاتلين المدربين للقيام بعمليات ضد نظام القذافي في طرابلس. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري العقيد أحمد باني إنه يتوقع تقدما في البريقة شرق المدينة خلال بضعة أيام وفي مدينة زليتن خلال يومين بعد أن تقدم الثوار إلى أطراف المدينة. وأكد في مقابلة مع رويترز في بنغازي أن الثوار يتقدمون ببطء ويقومون بإزالة الألغام، مشيرا إلى أن سقوط البريقة هو نهاية النظام. وأكد باني أن عدد الألغام التي زرعت حول البريقة يقدر بنحو 400 ألف لغم وأضاف أن الثوار ومعظمهم من المتطوعين الذين ليست لديهم خبرة عسكرية يعملون على إزالتها دون أي مساعدة تقريبا من متخصصين. وقال باني إن الثوار يقفون الآن على بعد نحو عشرين كيلومترا من أطراف البريقة لكن قوات القذافي لا تزال تسيطر على المدينة ومنشآتها النفطية، فيما يتحصن الثوار شرقي وجنوبي البريقة. وقال متحدث باسم الثوار في زليتن على الطريق الساحلي على بعد 160 كيلومترا شرق العاصمة إن القوات الموالية للقذافي تعززها دبابات حاصرت الثوار الذين استولوا على منطقة سوق الثلاثاء المجاورة، أول أمس. وقال في رسالة في موقع على الإنترنت نقلتها رويترز إن الجنود دمروا المنازل بقذائف الدبابات، مشيرا إلى أن الكتائب لا تزال ترهب العائلات وتمشط القرى والأحياء وتشيع الفزع في المنطقة كلها. وعرض التلفزيون الرسمي ما قال إنها صور جديدة من زليتن والبريقة في محاولة لإظهار أن المدينتين ما زالتا تحت سيطرة طرابلس، وفي زليتن ظهر العشرات من أنصار القذافي وهم يرددون شعارات التأييد له. وكان أول من أمس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد استبعد جملة وتفصيلا إجراء أي مفاوضات مع المعارضة بشأن مستقبل البلاد، وحث زعماء عشائر وقبائل مدينة مصراتة على القتال لاستعادة المدينة من أيدي الثوار. وقال القذافي متحدثا إلى حشد من أنصاره في بلدته سرت إنه لن يتحدث مع المعارضين ولن تكون هناك أي محادثات بينه وبينهم إلى "يوم الدين". على صعيد آخر، دعا القذافي زعماء قبائل وعشائر مصراتة، ثالث كبرى المدن الليبية، على القتال لإستعادة المدينة من أيدي المعارضة التي أبعدت قواته عن عنها بعد أكثر من أربعة اشهر من القتال الشرس. وعرض التلفزيون الليبي لقطات للقذافي وهو يعقد اجتماعا في مركز مؤتمرات في طرابلس مع عشرات من وجهاء مصراتة وسكان من العاصمة لهم أقارب في المدينة حيث وبخهم على عدم تحركهم. وقال القذافي وهو يحثهم على التحرك حتى ولو لم يكن لديهم السلاح لمواجهة المعارضين إن من المستحيل ترك مصراتة كهذا مشيرا إلى ضرورة ذهابهم إلى مصراتة ودخولها. وتساءل القذافي مستنكرا أين الأسر التي يعرفها ويحترمها. وقال القذافي إن هذه المهزلة لابد أن تنتهي مشيرا إلى أنه من العار على سكان مصراتة قبول ذلك. وكان مقاتلون من المعارضة قد تمكنوا من استعادة مصراتة من كتائب القذافي وإبعادها إلى خط يبعد نحو 36 كيلومترا إلى الغرب من المدينة. وتأتي دعوة القذافي في أسبوع أمطرت فيه حكومته الليبيين برسائل دون جدوى تدعوهم للزحف إلى الجبل الغربي لقتال المعارضين الذين حققوا انتصارات هناك أيضا. مؤتمر حوار وطني في بنغازي قال الثوار في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، الجمعة، إنهم بصدد الإعلان عن مؤتمر للحوار الوطني يضم 350 شخصية وطنية ليبية من مختلف المناطق والتوجهات السياسية. ويضم المؤتمر الذي يعقد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري بفندق تيبستي في بنغازي قادة فكر وساسة ومثقفين ورجال أعمال وأعياناً وثوارا من جبهات القتال وشباب الثورة ومؤسسات مجتمع مدني من الداخل والخارج للتشاور والتنسيق من أجل التأكيد على مبادئ ثورة 17 فبراير. ويسعى المؤتمر لمناقشة وتحليل الواقع السياسي الليبي، وتشخيص الإشكاليات والمخاطر التي تهدد مسار الثورة ووضع تصورات بما يضمن الانتقال السلس من الثورة إلى الدولة المستقلة المستقرة التي تحافظ على العلاقات والمصالح الدولية مع سائر الدول.