نفت وكالة الاستخبارات الأمريكية التقارير الصحفية بأنها تساعد دائرة شرطة نيويورك في التنصت على مسلمين، وقالت إن التلميح بأنها تنهمك في أعمال التجسس الداخلي هو "بساطة." وقالت الوكالة التجسسية إن التقرير "أخطأ التوصيف لطبيعة عمل ومنظور" دعم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لشرطة نيويورك. وكان مسؤول على صلة بالتعاون بين "سي اي اي"وشرطة نيويورك قد قال الخميس إن مسؤولاً كبيراً في وكالة الاستخبارات المركزية عُيّن للعمل مع شرطة نيويورك. وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، إن عمل ضابط الاستخبارات لن يتم إشراكه في أنشطة تطبيق القانون. وقال المسؤول لسي ان إن "تعيين الضابط من "سي اي اي" هو جزء من برنامج يمنحه الفرصة لمراقبة أفضل الممارسات، ودروس القيادة ووسائل الإدارة، ويتضمن أيضاً المشاركة في مكافحة الإرهاب." وكانت وكالة الأسوشيتد برس قد ذكرت في تقرير لها أن قسم المعلومات في شرطة نيويورك ضم ضباطا مدربين من الوكالة التجسسية وألحقهم في أحياء الأقليات لجمع معلومات ومراقبة الحياة اليومية في المساجد والمقاهي والحانات والمكتبات. وأضافت أن الشرطة استخدمت مخبرين لمراقبة الممارسات الدينية، وأن مسؤولي الشرطة يراقبون رجال الدين ويجمعون المعلومات الاستخبارية حول سائقي سيارات الأجرة (التاكسي) والبائعين المتجولين، الذين هم من المسلمين في أغلب الأحيان. من جهتها، هاجمت إدارة شرطة نيويورك التقرير ووصفته بأنه "من وحي الخيال."وكان مسلمو منطقة نيويورك والمدافعين عن الحريات العامة قد طالبوا بالتحقيق في هذه التقارير. وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، الجماعة المعنية بالدفاع عن المسلمين في الولاياتالمتحدة، قد أشار إلى الأنشطة المزعومة بأنها "برنامج غير مشروع" لمراقبة التجمعات الإسلامية في نيويورك ونيوجرسي.كما طالبت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" ناشرا بشطب مقاطع كبيرة من مذكرات شرطي سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" ينتقد دور وكالة الاستخبارات قبل اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وبعدها. ويروي الشرطي في الكتاب الذي يحمل عنوان "اللافتات السود: قصة 11 سبتمبر من الداخل والحرب على القاعدة" تجربته في قلب سياسة مكافحة الارهاب الاميركية. ويتهم الكاتب علي صوفان في تصريحات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز السي آي ايه بانها اصرت على شطب فقرات طويلة من كتابه بدون مبررات امنية بل بهدف تقويض تقرير ينعكس سلبا على الوكالة.ونفى ناطق باسم الاستخبارات المركزية هذه المعلومات وقال ان طلب شطب المقاطع قدم لاسباب تتعلق بالامن القومي.وقال برستن غولسن في رسالة الكترونية ان "القول ان وكالة الاستخبارات المركزية طلبت تحرير هذا الكتاب لانها لا تحب مضمونه يثير السخرية".واضاف ان "مراجعة السي آي ايه المسبقة للكتاب لا تهدف سوى إلى التأكد من مدى سرية المعلومات".ويتهم علي صوفان في كتابه السي آي ايه بانها فوتت فرصة لمنع وقوع اعتداءات 11سبتمبر عبر امتناعها عن نقل معلومات جمعتها حول إثنين من منفذي الهجمات كانا يقيمان في سان دييغو في كاليفورنيا، إلى مكتب التحقيقات الفدرالي. كما يتحدث عن تقنيات الاستجواب القاسية التي مارستها الوكالة، بما في ذلك لأبو زبيدة أول إسلامي مهم تعتقله السي آي ايه بعد الهجمات، معتبرا أنها غير مجدية. وفي رسالة تقع في 78 صفحة طلبت وكالة الاستخبارات المركزية اقتطاع فقرات عديدة من الكتاب بما في ذلك معلومات سبق أن نشرت أو نوقشت في جلسات استماع، كما قالت دار النشر دبليو دبليو نورتن اند كومباني. وأوضحت دار النشر ان الكتاب الذي يفترض أن يطرح للبيع في أقل من شهر، سينشر بعد ادخال التعديلات التي طلبتها السي آي ايه. وقالت الناطقة باسم دار النشر لويز بروكيت لوكالة فرانس برس ان "نورتن ستنشر الكتاب مع تعديلاته". وانتقد الكاتب وكالة الاستخبارات المركزية. وقال إن الحكومة تحتاج إلى أن تواجه بنزاهة "الأخطاء التي ارتكبناها وأحبطت الأميركيين". وأضاف في تصريحاته لنيويورك تايمز "يحزنني رفض البعض لمعالجة اخطاء الماضي". وقال غولسن إن "نشر أي شيء لا يعني أنه كشف رسميا أو أن الحكومة الأميركية رفعت السرية عنه نهائيا". وأكد مسؤول أميركي أان صوفان لم يلتزم الصمت وكان يتحدث علنا باستمرار. وتابع هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته "لم يمنع أحد علي صوفان من التعبير عن آرائه بشأن استجواب الإرهابيين. فعل ذلك بشكل متكرر في عدد من الاعلام". وتشمل التعديلات التي طلبتها السي آي ايه افادة صوفان في مجلس الشيوخ في 2009 وأشارات إلى "محطات" الوكالة وهي الكلمة التي تطلقها وكالة الاستخبارات على مكاتبها في الخارج.وصوفان ليس الكاتب الاول الذي يواجه قيودا قاسية تفرضها السي آي ايه حسب ستيفن افترغود الذي قاد مشروع اسرار الحكومة لاتحاد العلماء الاميركيين.وقال افترغود ان "السي آي ايه كانت في اغلب الاحيان صارمة في الاجراءات المتعلقة بمراجعة النصوص قبل نشرها ولجأت في بعض الاحيان إلى فرض قيود على المعلومات المتوفرة اصلا في المجال العام.واضاف ان "السي آي ايه تعتقد ان الامن القومي للولايات المتحدة هش إلى درجات تتطلب عدم الاضرار به عبر تكرار كلمات خاطئة. لكن آخرين يعتقدون ان حرية التعبير والجدل هما بالتحديد ما يجعلان الامة قوية".