تنطلق اليوم، الاثنين، أشغال جلسات الحوار والمناقشة حول تحديد الاهداف الرامية الى تحقيق التنمية المحلية المستدامة من تندوف اقصى الجنوب على أن تتولى اللقاءات بشكل مرحلي الى ولايات الجنوب ثم منطقة الواحات، تليها الهضاب العليا، على أن تختتم هذه الجلسات منتصف ديسمير المقبل بالعاصمة. وقال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي إن هذه اللقاءات ستكون بمثابة فضاء للإتصال والإصغاء وسيتم من القاعدة إلى القمة حسب المسعى الذي أراده بكل وضوح رئيس الجمهورية، حيث ستسمح بمناقشة وتباحث وجمع المقترحات الرامية إلى تحسين ورفع اداء جهود التنمية، مؤكدا ان استحداث التوازن التنموي هوأولوية عاجلة. وأفاد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في تصريحات أدلى بها للقناة الاذاعية الاولى، أن احتيار تندوف كمحطة انطلاق لهذه الجلسات له دلالات كبيرة على اعتيار ان الجنوب في الواقع هو المحرك الاقتصادي للشمال وينام على ثروات هائلة نسبة كبيرة منها ما تزال غير مستغلة، موضحا أن المجلس قرر تنشيط هذه المشاورات من خلال لقاءات مع الأعيان المحليين وكذا المواطنين والمنتخبين من اجل إستحداث فضاء استماع. وفي هذا الصدد، قال محمد الصغير باباس إن هذه اللقاءات يجب أن يتم مع النقابات وكل الفاعلين في كل مناطق الوطن للإطلاع على اقتراحاتهم، قائلا إن الجلسات ستكون مفتوحة وشفافة. وحسب باباس، فإن هذه الجلسات ستنطلق ابتداءا من المؤسسة الأولى في الجماعات المحلية أي من البلديات، حيث سيعكف على فحص الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمناطق المعنية، مضيفا أن النقاش سيفضي بعد مرحلة " الولائية " إلى الجلسات الجهوية ثم وطنية. وسينبثق عن هذه الجلسات التي ستنعقد نهاية السنة الجارية توصيات واقتراحات كفيلة بتحسين مشروع "حكامة الجماعات المحلية". ويراهن بابس على الحوار والاتصال كألية فعالة لتسهيل مهام المجلس وفي هذا الصدد دعا باباس الحكومة والإدارات المحلية إلى تقديم يد العون للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي لتمكينه من أداء المهمة التي كلف بها من طرف رئيس الجمهورية. واوضح باباس أن ملف الشباب سيحضى بحصة الاسد من هذه المشاورات لتمكينه من المشاركة الفعالة في المشاريع التنموية تحسيسهم أكثر بالمسؤولية في تسيير الشؤون العامة. وأشار السيد بابس أن إشراك الشباب في هذا النقاش سيسمح بالاستفادة من تصوراتهم وآرائهم المتجددة، لكنه لم يغفل ضرورة إشراك شرائح المجتمع الاخرى خصوصا العنصر النسوي الذي من شأنه تقديم اقتراحات ملموسة معتبرا أن هذه الشرائح لم يتم الإصغاء لها بالقدر الكافي. وأكد نفس المتحدث أنه بالنظر إلى مدى تعقيد هذه المهمة، فإنها تحتاج إلى آلية ومنهجيات ملائمة تمكنها من بلوغ الأهداف المرجوة. وقال باباس إنه من هذا المنظور تم مؤخرا عقد اجتماع بمقر المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي ضم أعضاء من هذا الأخير والأمناء العامون للوزارات للاعلان عن تنظيم "عملية تجريبية" تمت خلال الأسابيع الأخيرة وخصت ولايات كل من تيبازة وتيزي وزو والبليدة. وتهدف هذه العملية حسب نفس المتحدث إلى تجريب الظروف التي ستسود عملية النقاش.