رفض الشيخ حسن دهير عويس أحد أهم زعماء حركة المحاكم الاسلامية المتمردة في الصومال امس، مضمون اتفاق وقف الاقتتال الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع تحالف للمعارضة بما قد يعيد الاوضاع الى نقطة الصفر في صيرورة الحرب الاهلية في هذا البلد الإفريقي الأكثر فقرا في العالم. ولم يتأخر الشيخ حسن دهير عويس المعروف بمواقفه المتطرفة في صفوف التيار الإسلامي الصومالي في الإعراب عن موقفه الرافض للاتفاق وتوعد بمواصلة القتال إلى غاية تحرير بلاده من ما سماهم بأعداء الله في إشارة إلى الاحتلال العسكري الأثيوبي لبلاده. وجاءت تصريحات الشيخ عويس مباشرة بعد توصل الفرقاء الصوماليين أول الأمس بدولة جيبوتي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد عشر محاولات لإعادة السلام الى هذا البلد الذي يعيش على وقع حرب أهلية منذ 17 سنة تاريخ سقوط نظام الرئيس المطاح به زياد بري. ووقع نور حسن رئيس الحكومة الانتقالية الاتفاق بينما وقعه عن جانب المعارضة رئيس البرلمان السابق شريف حسن شيخ عدن في حين لم يشارك الشيخ عويس في هذه المحادثات. وينص الاتفاق على وقف الأعمال الحربية خلال شهر من تاريخ التوقيع على هذا الاتفاق مع امكانية تمديده لمدة ثلاثة اشهر اضافية. ونص الاتفاق على توجيه طلب إلى الأممالمتحدة تجيز من خلاله نشر قوة دولية لإرساء الاستقرار خلال أربعة أشهر تتألف من دول صديقة للصومال باستثناء الدول المحاذية لها أي إثيوبيا التي يدعم جيشها الحكومة. ويطالب الحكومة الانتقالية بالتحرك خلال هذه الفترة بما ينسجم مع القرار الذي اتخذته نظيرتها الإثيوبية بسحب قواتها من الصومال إثر نشر عدد كاف من القبعات الزرق الأممية. وحرصت المعارضة الصومالية المنضوية تحت لواء تحالف الاسلاميين على أن يدين الاتفاق علنا كل أعمال العنف في الصومال وأن يتبرأ من أي مجموعة مسلحة أو أي فرد لا يلتزم بنص الاتفاق. وبرر الشيخ عويس موقفه الرافض للاتفاق لكونه لم يحدد جدولا زمنيا لانسحاب القوات الإثيوبية التي تدعم القوات النظامية التابعة للحكومة المؤقتة في وجه مقاتلي المحاكم الإسلامية منذ نهاية عام 2006 . ويأتي موقف الشيخ عويس ليشكل بداية متعثرة لاحترام اتفاق جيبوتي الذي تم تحت إشراف ممثل الأممالمتحدة الخاص في الصومال الموريتاني احمد ولد عبد اللّه. للإشارة فإن الشيخ عويس يعد احد قادة تحالف إعادة تحرير الصومال وهو ائتلاف معارض يهيمن عليه الإسلاميون الذين وقعوا اتفاق الهدنة مع الحكومة الانتقالية الصومالية برعاية الأممالمتحدة. ويعد الشيخ عويس احد المطلوبين من الولاياتالمتحدة التي تتهمه بالارتباط بتنظيم القاعدة ويكون ذلك هو الذي جعله يرفض المشاركة فيها وناب عنه زعيم تحالف إعادة تحرير الصومال الشيخ شريف شيخ شريف احمد. وكان الرجلان توليا معا قيادة المحاكم الإسلامية التي سبق لقواتها أن سيطرت لفترة قصيرة على جزء من الصومال بما فيه العاصمة موقاديشو عام 2006 وذلك قبل أن تتراجع اثر هجوم نفذه الجيش الإثيوبي الداعم لقوات الحكومة الانتقالية. ولاقى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الفرقاء الصوماليين ترحيبا داخليا حيث وصفه رئيس تحالف إعادة تحرير الصومال المعارض شيخ شريف شيخ احمد بالتاريخي. ووصف الاتحاد الإفريقي الاتفاق ب "خطوة مهمة" إلى الأمام ودعا كل الأطراف الصومالية للالتزام بالتسوية السلمية للازمة التي تعصف بالبلاد. من جهتها رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بالتزام الفرقاء الصوماليين باتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ الاتفاق بما فيها التعهد بوقف الاعتداءات. يذكر أن الصومال يعيش على وقع حربا أهلية مستمرة منذ 1991 أوقعت حوالي 300 ألف قتيل وأزيد من مليونين نازح حسب إحصائيات منظمة الأممالمتحدة وزاد حدة التوتر في هذا البلد استمرار التواجد العسكري الإثيوبي في منطقة القرن الإفريقي منذ نهاية عام 2006 .