تخيّم أجواء الخوف والقلق على العاصمة اليمنية صنعاء، جراء إعلان المعارضة، ممثلة بتكتل اللقاء المشترك، اليوم الجمعة ب''جمعة الزحف''، ما تسبب إلى تهافت المواطنين على شراء المواد الغذائية والغاز المنزلي ومغادرة بعضهم العاصمة إلى مسقط رأسهم بمدن أخرى. ويتخوف المواطنون المقيمون في العاصمة صنعاء مما سيحدث، اليوم الجمعة، جراء إصرار المحتجين على مطالبهم برحيل الرئيس صالح مقابل حشد موالين للحكومة من مختلف المدن اليمنية إلى العاصمة للخروج بمسيرات ضد ما يطلق عليه العنف والفوضى، ما يجعل التوقعات مفتوحة لحدوث أعمال عنف إثر صلاة الجمعة. كما أغلقت كافة السفارات العاملة في اليمن وغادر الأجانب، خلال اليومين الماضيين، خوفا من احتمال حدوث مجزرة تشهدها العاصمة صنعاء إثر الإعلان عن ''جمعة الزحف''، وتسبب في توقف شبه كامل للحركة التجارية منذ ظهر أمس الخميس، خاصة بالأحياء القريبة من ساحة التغيير وميدان التحرير. وتنقسم ساحة التغيير بين رأي يطالب بجعلها يوم ''جمعة الزحف'' لنقل مخيماتهم من أمام جامعة صنعاء إلى قرب مقر الرئاسية، وآخرين، وهم الأغلبية، ممن يطالبون بجعلها ''جمعة الرحيل'' والاكتفاء بصلاة الجمعة دون الخروج من ساحة الاعتصام حقنا لدماء المعتصمين وتخوفا من تكرار مجزرة الجمعة الماضية التي راح ضحيتها 53 قتيلا ومئات الجرحى. وزاد خوف المواطنين إثر تصريحات للناطق الرسمي لتكتل المشترك المعارض، محمد قحطان، بأنها ستكون ''جمعة الزحف''، وهو ما جعل العديد من الأسر تغادر العاصمة صنعاء إلى مدنهم وقراهم. وتشهد بعض المحافظات اليمنية انفلاتا أمنيا بعد سلسلة الانضمامات لقيادات عسكرية إلى المعتصمين، حيث قالت مصادر أمنية يمنية إن مجاميع قبلية مسلحة سيطرت على سبعة معسكرات تابعة للأمن المركزي في محافظة شبوة، مشيرة إلى أن قادة وضباط المعسكرات غادرت مواقعهم في المعسكر بالأسلحة الخفيفة تاركين المعدات والأسلحة الثقيلة من دبابات ومصفحات وغيرها ليستولي عليها المسلحون القبليون. وعلى الصعيد الأمني أصيب ثلاثة عسكريين يمنيين، فجر أمس، في اشتباكات جديدة بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح، وقال شهود عيان في حضرموت، بجنوب شرق اليمن، إن ''اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري والجيش وقعت فجر الخميس في مدينة المكلا''. وأكد مصدر طبي أن ''ثلاثة جنود يمنيين أصيبوا بجروح في الاشتباكات''، فيما أعلن مصدر طبي آخر أن مستشفى ابن سيناء في المنطقة ''استقبل ثلاثة جرحى بالرصاص بينهم اثنان من الحرس الجمهوري وآخر برتبة عقيد في الجيش''. وذكرت مصادر قبلية يمنية أن محافظة الجوف التي شهدت مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية ورجال القبائل المسلحة، منذ عدة أيام، قد استولوا على قيادة المحافظة وعدد من المنشآت العسكرية والحكومية. وقالت المصادر ذاتها إن القبائل المسلحة استولت على عدد من المنشآت العسكرية والحكومية بعد إصابة المحافظ ونقله بطائرة إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج في أحد المستشفيات. ومن جهته أدان الاتحاد الدولي للصحفيين استخدام العنف ضد الصحفيين في اليمن، ما أدى إلى مقتل الصحفي جمال الشرعبي، يوم الجمعة الماضية، في ساحة التغيير عندما فتح مسلحون النار على المتظاهرين.