هاجمت مروحيات تابعة لقوات حلف شمالي الأطلسي المنتشرة في أفغانستان و قصفت منطقة حدودية باكستانية في مقاطعة وزيرستان الشمالية بالحزام القبلي المحاذي لأفغانستان، ما دفع القوات الباكستانية إلى الرد عليها. وأوضحت صحيفة "إكسبريس" الباكستانية الناطقة بالأوردية امس، نقلاً عن مسؤولين حكوميين في وزيرستان أن المروحيات الأطلسية أطلقت 12 قذيفة صاروخية على مدينة غلام خان بوزيرستان الشمالية، وأن القوات الباكستانية ردت عليها بإطلاق 15 قذيفة هاون وأجبرتها على الفرار إلى الأجواء الأفغانية. من جانبها أضافت صحيفة "جنك" الباكستانية نقلاً عن سكان محليين أنهم شاهدوا تحليق مكثف للمقاتلات الباكستانية في أجواء المنطقة بعد فرار المروحيات الأطلسية.ويأتي هذا التطور تزامناً مع إعلان القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية عدم قبول أي انتهاكاً لسيادة أراضي البلاد والرد بالقوة العسكرية لأي محاولة أو توغل للحدود الباكستانية حتى ولو كان لملاحقة عناصر الجماعات المتشددة.ورفضت إسلام آباد ضغوطا أمريكية ترمي إلى حملها على توسيع دورها في الحرب على ما يوصف بالإرهاب بما في ذلك ضرب مواقع مفترضة لشبكة حقاني, بينما أعلن رئيس الاستخبارات الباكستانية أن الجيش سيرد على أي عمل عسكري أمريكي في باكستان.ونقلت مصادر اعلامية عن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في مؤتمر موسع ضم زعماء أحزاب الائتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة والقادة العسكريين، إن الاتهامات الأمريكية لبلاده بدعم شبكة حقاني التي تقاتل القوات الأجنبية في أفغانستان مثيرة للصدمة.وتابع جيلاني أن واشنطن أنكرت تضحيات باكستان ونجاحاتها في مجال مكافحة الإرهاب، وأضاف مخاطبا المشاركين في المؤتمر -ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف- لا يمكن أن تتعرض باكستان لمزيد من الضغط لبذل جهود إضافية. ستتم حماية مصالحنا الوطنية بأي ثمن".وتابع "يجب أن تتوقف لعبة اللو،م ويجب احترام مصالح باكستان القومية الحساسة".وفي مقابل رفض الاتهامات والضغوط الأمريكية, شدد رئيس الوزراء الباكستاني على أنه ينبغي حل كل القضايا بين بلاده والولايات المتحدة بشكل مسؤول وعن طريق الحوار.ونقلت مصادر اعلامية عن رئيس أكبر جهاز للاستخبارات الباكستانية (آي أس آي) أحمد شجاع باشا قوله في المؤتمر، إن الجيش الباكستاني قادر على الرد على أي عمل عسكري تشنه القوات الأمريكية داخل باكستان.وشدد شجاع باشا على أن أي عمل عسكري أميركي في باكستان بذريعة مكافحة التطرف سيكون غير مقبول, إلا أنه أكد أن باكستان تحرص على ألا تبلغ العلاقة بين البلدين نقطة اللاعودة .وكانت تقارير ذكرت قبل أيام أن القوات الباكستانية وُضعت في حالة تأهب تحسبا لعمليات أمريكية تستهدف مواقع مفترضة لشبكة حقاني، التي حملتها واشنطن مسؤولية هجمات في أفغانستان من بينها أحدث هجوم على السفارة الأمريكية في كابل. ووفقا لمسؤول باكستاني بارز فإن الهدف الرئيس من المؤتمر مناقشة سبل حماية الأمن القومي عقب الاتهامات الأمريكية للاستخبارات العسكرية الباكستانية بدعم شبكة حقاني.
وكان أحدث اتهام أمريكي لباكستان بدعم أو إيواء عناصر شبكة حقاني قد صدر أمس عن البيت الأبيض، الذي قال إن بقاء ملاذات آمنة لشبكة حقاني في باكستان واستمرار صلات بينها وبين الجيش الباكستاني أمر مزعج, وشدد على أنه يتعين اتخاذ إجراء ضدهم. وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك مولن الأسبوع الماضي، إن شبكة حقاني "تعمل كذراع حقيقية لوكالة الاستخبارات الباكستانية". وتبحث واشنطن إدراج الشبكة على لائحة المنظمات الإرهابية, وهو الإجراء الذي قد يعرض باكستان لعقوبات أمريكية .