غيابات بالجملة وبلعطوي يواجه مشكلة الهجوم لم ولن يخرج عناصر مولودية وهران عن العادة التي ألفوها، منذ بداية الموسم، والمتمثلة في تعمّد الكثير منهم، وبالأخص ركائز الفريق، التغيب خلال حصة الاستئناف لأسباب موضوعية أو مفبركة وما أكثرها إذا احتسبنا مشكل المستحقات التي كان يتحجج بها الكثير، قبل أن تسوّى يومين قبل لقاء الكاب، وهي القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت بعض العناصر المحسوبة على القاطرة الأمامية للحمراوة تخرج عن صمتها وتقرّر تطليق الفريق نهائيا لتضع بذلك المدرب بلعطوي في ورطة حقيقية قد تكون عواقبها وخيمة خاصة في المباراة القادمة والمصيرية ضد نادي بارادو بملعب بوعقل، بعدما تبيّن للجميع العقم الهجومي للفريق أمام الكاب الذي لم يفعل شيئا سوى أنه استغل كرة ثابتة، في حين فعل رفقاء مزوار الكثير دون أن يستغلوا ولو واحدة من الفرص التي أتيحت لهم وأهدروها لقلة التركيز أو الخبرة، ما جعل بلعطوي يقحم البديل بطواف، وهو التفكير الذي جاء متأخرا بعد تحصين الشاوية لدفاعهم حفاظا على هدف السبق. وأمام هذا الإشكال، فإن مسيري المولودية مطالبون بإيجاد الحلول السريعة لاختراق دفاع العاصميين وهز شباكهم قبل أن يسقط الفأس على الرأس، خاصة وأن المواجهة ستكون بست نقاط على اعتبار أن مولودية وهران ستركن للراحة خلال الجولة ال 30. من جهتهم، أبدى العديد من مناصري الفريق امتعاضهم من الطريقة التي يتعامل بها بلعطوي مع بعض اللاعبين، متجاهلا البعض الآخر في وقت أن دكة الاحتياط بها عناصر أحسن بكثير ممّن تنزل إلى أرضية الميدان دون أن تعطي الإضافة المطلوبة وهو ما جعلهم يطالبونه بضرورة إشراك بعض العناصر من ذات الخبرة في مواجهة هذا الأسبوع في صورة بطواف وبوجناح مع كفه عن التعامل بمنطق العاطفة خدمة لمصلحة الفريق لا الأشخاص. من جانب آخر، لا زالت مشكلة المستحقات تطفو على الأفق بعدما رفضت بعض الأسماء تسلّم القيم المالية التي منحت لها والتي اعتبرتها ضئيلة مقارنة بتلك التي سلّمت للبعض الآخر، حيث هدّدت بمقاطعة لقاء بارادو في حال لم تراجع الإدارة سياسة الكيل بمكيالين، وهو المطلب الذي شدد عليه ابن سيدي بلعباس، بن قورين، وكذا الغائب عن مباراة باتنة، عيني، زيادة على قرار بلغوماري بإنهاء الموسم مع المولودية احتجاجا على رفض الإدارة منحه لمستحقاته، ولو أن رئيس النادي أكد بأن اللاعب لم يقدم المنتظر منه حتى يستفيد من الشطر الثاني من منحة الإمضاء، وهي الحجة التي اعتبرها بلغوماري بالواهية لأن مشكل المستحقات هو الذي كان وراء الفشل المعنوي الذي أصابه مباشرة بعد انتهاء المتفق عليها بينه وبين الإدارة والمحددة ب 31 جانفي. الوزاني يقاضي الإدارة وبلعطوي يتلقى تهديدات من الأنصار كشف، أمس، رئيس نادي مولودية وهران، بلقاسم ليمام، في حديث ل"الأمة العربية" عن تلقي الإدارة، أول أمس، لإشعار عن طريق محضر قضائي يلزم فيه تسديد ديون المدرب السابق للفريق، سي الطاهر شريف الوزاني، تجاه المولودية والمقدرة بأكثر من 300 مليون منها 50 مليون تعود لموسم 2002، وهي الخرجة التي استاء لها "بوص" الحمراوة خاصة وأنها جاءت من ابن الفريق الذي صنعت له المولودية اسما ورقّته إلى الفريق الوطني ليكون جزاءها هو تعكير الأجواء عليها وهي مقبلة على مرحلة حاسمة من ورقة الصعود، مؤكدا بأن هذا ما هو إلا مؤامرة حيكت من بعض الأطراف التي تسعى لضرب الفريق وقطع الطريق أمامه من أجل البقاء في القسم الثاني، وإلا كيف نفسر هذه الخرجة في الوقت هذا بالذات. من جهته، كشف مدرب الفريق، عمر بلعطوي، عن تلقيه لتهديدات عبر الهاتف من طرف بعض الأنصار الذين حمّلوه مسؤولية الخسارة أمام الكاب التي قال عنها بأنها جاءت بعد 11 جولة من دون انهزام، "فأين كان هؤلاء الأنصار" -قال بلعطوي- مضيفا "بأن هناك أطراف تترقب فقط الأمور السلبية من أجل الاصطياد في المياه العكرة، لكن هذا لن يثني من عزيمتنا وسنواصل العمل إلى غاية تحقيق هدف الوهرانيين والعودة إلى حظيرة الكبار" ختم المدرب حديثه إلينا.