صرح مدير حديقة التجارب الحامة بالجزائر العاصمة، عبد الرزاق زرياط، أن حديقة التجارب الحامة بالجزائر استقبلت خلال السنة الماضية 05. 1 مليون زائر، موضحا أن 649 ألف شخص قاموا بزيارة حديقة التجارب، بينما زار 401 ألف شخص حديقة الحيوانات. واعتبر زرياط في تصريح بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة مؤخرا الحديقة بمثابة "المتحف البيولوجي" لكونها تضم مختلف الأصناف النباتية الموجودة في العالم، مشيرا إلى أن روادها لا ينبغي أن يتعدوا 8000 زائر دفعة واحدة حفاظا على الحديقة. وتوفر الحديقة لزوارها جوا عائليا مميزا، حيث يسهر على حمايتها مجموعات من أعوان الأمن للسهر على أمن الزوار من جهة وعلى تجهيزاتها واملاكها من التخريب والتلف، حيث يمنع بداخلها لمس النباتات وحتى مخلفاتها وبذورها، لأنها تخضع للدراسة والمعاينة الدقيقة باستمرار يتميز هذا الفضاء الطبيعي بمناخ خاص حتى عن المناطق المحيط بها، حيث تعرف الحديقة جو رطب وبارد شتاء وحار ورطب صيفا، وهذا نظرا لقربها من البحر، مما يوفر لها الرطوبة المناسبة وحمايتها من الخلف بتلة عاتية تحميها من الرياح الجنوبية، وهذا ما جعل منها مساحة لمناخ مناسب تعيش فيه مختلف الأنواع والأصناف النباتية والحيوانية ذات الاصول العالمية المختلفة. وتنتظم حديقة التجارب في حديقتين رئيستين واحدة على الطراز الانجليزي وأخرى على الطراز الفرنسي تقطعهما من الشمال إلى الجنوب ثلاثة ممرات رئيسية، فممر أشجار "الدراسينا" أو شجرة التنين التي تجعلك تظن وأن أشجاره ستطبق عليك لترابطها الشديد فيما بينها وقربها من الأرض. أما الممر المخصص للأشجار الطائرة، أي "لي بلاطان"، فإن الاعناق تشرئب من تلقاء نفسها إلى السماء وذلك لعلوها وشموخها بحثا عن السر الذي تتميز به، وهذا خلافا لرواق أشجار "لي فيكيس" أو ما يسمى اللبخ، حيث يشعر المرء فجأة وكأن الظلام قد حل وهو في عز النهار بسبب التشابك الكبير لهاته الأشجار وتدلي فروعها، مما جعلها إبان الحقبة الاستعمارية تشتغل في تصوير مشاهد السينيمائية، لاسيما أفلام "طرزان". وحتى يشعر الزائر بمتعة أكثر وفرجة أحلى وهو في وسطها، فإن المشرفين عليها يقومون من حين لآخر بتنظيم احتفالات في المناسبات المتعلقة بالحفاظ على البيئة والمحيط وكذا عيد الشجرة واليوم العالمي للتنوع البيئي واليوم العالمي للمناطق الرطبة، حيث تفام معارض وورشات تكوينية حول الكائنات الحية والاغطية النباتية الموجودة بالحديقة. ولإثراء هذه الحديقة بمزيد من الأشجار والنباتات النادرة، فإن المشرفين عليها يقومون دوريا باللجوء إلى عمليات تبادل مع باقي الحدائق على المستوى الوطني والدولي تمس مختلف أنواع النباتات، بحيث تم سنة 2011 اقتناء ما يقارب 479 نبتة وتصدير 258 صنف آخر. والشيء الذي لا يمكن أن يغيب عن بال زائر الحديقة، هو المتعة والفرجة التي تحتويها، ففيها المناظر الباهرة التي تحير الألباب والحيوانات التي لن يتم العثور عليها في غيرها من الحدائق الوطنية الأخرى، وحتى في مختلف حدائق باقي الدول.