دعا المجاهد ياسف سعدي من ولاية وهران خلال الندوة الفكرية التي احتضنتها جريدة الوصل تحت شعار " حتى لا ننسى" بمناسبة الذكرى ال 23 لليوم الوطني للشهيد، السلطات المعنية بكتابة التاريخ وتصحيح المفاهيم الخاطئة المنقولة على التاريخ على غرار ألاف القصص والحكايات التي تكشف مجازر وفظاعة الإستعمار الفرنسي والتي ارتكبت في حق الشعب الجزائري الأبي الذي رفض الخضوع لسلطة المستعمر هذا والتضحيات الجسيمة للعديد من أبناء الوطن هذه الحقيقة وغيرها من الحقائق التي لم ترد في كتب ولا مجلات بل لا يزال العديد منها مجهولا و لم يخرج للنور بعد، حيث ينبغي على المختصين في المجال تدوين الشهادات الحية وعلى لسان المجاهدين الذين لا يزالون على قيد الحياة . المجاهد ياسف سعدي الذي يناهز من العمر 84 سنة لا يزال يستحضر تفاصيل معركة الجزائر محاولا غرس هذه الذكريات الخالدة في وجدان شباب اليوم، ورغم جسمه النحيف وتقدم السن به، إلا أن حديثه عن الثورة لا يمل بل يبقى عذبا و سلسلا مشيرا إلى أن جيل الثورة قد حقق 50 بالمائة من الإستقلال فيما تبقى نسبة 50 بالمائة من المفروض أن يحققها جيل اليوم من الشباب الذي سيحمل مهمة بناء هذا الوطن، وعليه أن يتحصن بالهوية والانتماء للوطن ويتسلح بالعلم. هذا وتأسف من التقصير والإجحاف في حق شهدائنا ، وهو الذي ناضل في الخمسينات ولا يزال يناضل إلى يومنا هذا حيث حمل على عاتقه مهمة طبع أشرطة دي.في.دي تتضمن حقائق تاريخية عن معركة الجزائر وأعلامها وتوزيعها باستمرار عبر المؤسسات التربوية ، كما أنه اجتمع بالتلاميذ في الكثير من الأحايين وفتح معهم نقاشا عن تاريخ الثورة المظفرة ومن المنتظر أن يمتد نشاط عمي سعدي إلى الجامعات والولايات الأخرى في دعوة لحفظ التاريخ وزرع المحبة بين الجزائريين الأشقاء ونبذ كل ما هو عنف وقتل، وهنا تأسف على العشرية السوداء التي ضاعت من عمر الجزائر وعلى ما يطلق على الثورات العربية باسم الربيع العربي، وعرج عضو مجلس الأمة و المجاهد ياسف سعدي على ذكر بعض أسماء رفقاء دربه من أبطال صنعوا الأسطورة وقال عنها أسماء منسية اليوم رغم تضحياتها، لكنها حاضرة في ذاكرتي ووجداني، منهن الفدائيات في عمر الزهور اللواتي وهبن حياتهن رخيصة للجزائر، ومنهم الأبطال، فلقد كنت أراهم يتصافحون ويضحكون قبل أية عملية ويصلون ركعتين لله، ثم يقول الواحد منهم للآخر " لقاؤنا إن شاء الله سيكون في الجنة " ولم يفوت الفرصة للحديث عن ابن أخته الصغير عمر، الذي لا يمكن لأحد أن يصدق المعجزات التي حققها طفل مثله، فقد كان وحده جيشا جرارا تمنى الجنة فكانت له بعد مقتله رفقة حسيبة بن بوعلي ورفقائها داخل القصبة وغيرهم كثيرون لا تزال رائحة دمائهم تنبعث من تراب الجزائر الطاهر. هذا كما كشف ابن القصبة عن تحضيره لتدوين بعض الحقائق عن منظمة ''O.A.S'' المنظمة السرية للاستعمار فكما تعلمون هي منظمة ظهرت في المراحل الأخيرة للثورة الجزائرية عندما شعر مؤسسوها بأن سنوات فرنسا ببلادنا قد انتهت وأصحاب هذه المنظمة وقفوا ضد ديغول متشبثين بالبقاء بالجزائر فعاثوا في الأرض فسادا وقتلوا وفخخوا السيارات وكانت من ورائهم العديد من القصص التي رأيت أنه من واجبي أن أكتبها ليعرف العالم كله كم عانت الجزائر من هذا الاحتلال الغاشم "يضيف المجاهد سعدي"، للإشارة فقد عرفت الندوة حضور العديد من الوجوه من العائلة الثورية وعميد كلية التاريخ بوهران إضافة إلا عدد من الأساتذة وممثل عن الولاية.