مكاتبهم وكذا آذانهم بإحكام أمام مشاكل الشباب.وعندما يخرج هؤلاء الشباب إلى الشارع ويفقدون صوابهم ويقطعون الطريق ويحرقون العجلات المطاطية ويحرقون البلدية، حينها فقط يستيقظ "سعادة" السيد المبجل ليطالب الشباب بالهدوء، والتعقل والحوار. وقبل ساعات من الحرق والنهب، كانت كل السبل لا تؤدي إلى مكتب "المير"، حتى طريق الحوار. لكن بعد خراب "بغداد"، عفوًا البلدية، يصبح الحوار في نظر "المير" وحاشيته كفيلا بمعالجة كل القضايا. ومشكلة أغلب رؤساء البلديات عندنا، أنهم يفكرون في الحلول بعد فوات الأوان وانقلاب الأمور، يعني بعد نوم طويل في العسل. شبابنا اليوم يريد من يسمعه ويتفهم مشاكله، حتى وإن قدمت لهم أنصاف الحلول، إلا أنه حتى أنصاف الحلول وثلاثة أرباعها لم يعد باستطاعة الأميار تحقيقها، فما يستطيع "المير" فعله اليوم هو القيام بشؤون "مدام دليلة" على أكمل وجه، وكم كثر مثيلات "دليلة" في بلدياتنا وكل مصالحنا، حتى أنست القائمين على شؤوننا صوم رمضان والتعبّد في شعبان، ليخرج على إثر كل هذا الشباب ويقطعون الطرقات بالمتاريس وحرق العجلات، وحينها فقط يدرك "المير" أن بلديته لا يوجد فيها "مدام دليلة" فقط، بل فيها آلاف من الشباب يريدون فرصة صغيرة للأمل، حتى وإن لم تكن فرصة مثل فرصة "مدام دليلة" التي سجنت "أميارًا" ونالت محلاً وعقارًا وضيعت شبابًا