صرح محمود جبريل بأن المجتمع الدولي "تخلى" عن ليبيا وأنها عرضة لخطر استيلاء المتطرفين الإسلاميين عليها. وتحدث جبريل، بوصفه الرئيس السابق للمكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي ومسؤول العلاقات الخارجية، ورئيس وزراء ليبيا السابق، في منتدى بروكسل وهو اجتماع سنوي بحثي. وقال إنه "فور سقوط نظام القذافي، اختفى الجميع من الساحة" عدا أجهزة الاستخبارات. وأضاف "التخلي عن ليبيا في الفترة الحالية خطأ مأسوي وخطأ قاتل لأنها في حالة فراغ سياسي وأمني، والفراغ لن يبقى كما هو، فربما ينتشر التطرف في أي لحظة"، وتابع "أخشى أن هناك مؤشرات مبكرة إلى ذلك في الفترة الحالية". وأقر جبريل، الذي حل محله عبدالرحيم الكيب في أكتوبر الماضي، بمساعدات الاتحاد الأوروبي، لكنه قال إنها لم تخدم أولويات الحكومة بنزع سلاح الميليشيات والاستعداد لانتخابات حرة في جوان المقبل. وقال "عندما تمدوننا بمساعدات مختلفة مثل تمكين المرأة، فإننا نقدر ذلك، لكن لن يشعر بها احد لأنها لن تمس جوهر الحياة، لذا فإن الناس سيشعرون بأنه تم التخلي عنهم". ودافعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، التي كانت حاضرة في المناسبة عن نفسها، وقالت "لا أوافق على أننا تخلينا عن ليبيا، لم يكن أبدا الدعم سريعا بدرجة كافية، ولا شك في أننا يمكن أن نفعل المزيد ونستطيع فعل الأفضل، لكن الالتزام موجود قطعا". وردا على سؤال إلى الأمين العام للحلف، أندريس فوج راسموسن، عما إذا كان الحلف الغربي شعر "بأي مسؤولية" للإسهام في إعادة إعمار ليبيا، بعد أن اضطلع بدور حاسم في إسقاط النظام السابق، أجاب قائلا إنه "عندما يتعلق الأمر بمرحلة ما بعد الصراع، أعتقد أن مسؤولية مساعدة السلطات الجديدة في ليبيا تقع في المقام الاول على عاتق الأممالمتحدة، وتعاونها في ذلك المنظمات الدولية". وقال راسموسن إن الحلف مستعد للمساعدة في إصلاح مجالي الأمن والدفاع، إذا طلبت السلطات الليبية منه ذلك. كما تحدث جبريل عن سورية، التي تقارن كثيرا بليبيا، وقال إن التدخل الأجنبي هناك غير محتمل "ببساطة نظرا لحساسية المنطقة التي تضم إسرائيل وإيران و(حزب الله)"، لكنه أعرب عن تفاؤله إزاء نجاح المعارضة المستمرة منذ أكثر من عام ضد الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف، بشرط توحد فصائل المعارضة وتشكيل "كيان واحد للقيادة والسيطرة" للجيش السوري الحر. وأشار إلى أنه "لا توجد حالة في تاريخ البشرية نجح فيها جيش نظامي في الانتصار في حرب عصابات، الثورة السورية في رأيي لا يمكن إخمادها، لكنها ستكون أكثر إيلاما من الحالة الليبية".