رغم أن عددها تضاعف أكثر من أربع مرات في العالم صنف معهد علم الاقتصاد والسلام الأمريكي الجزائر في خانة الدول التي لم تعرف هجمات إرهابية كثيرة خلال العقد الماضي، وهذا تزامن مع التحسن الذي عرفته الدولة.وحسب دراسة حديثة قام به المعهد، تعد الجزائر في خانة الدول التي لم تسجل بها عمليات إرهابية خلال العقد الماضي، وهذا ما تزامن مع التحسن والتطور الذي شهدته الدولة في السنوات القليلة الماضية رغم أن عدد الهجمات الإرهابية تضاعف أكثر من أربع مرات في العالم منذ هجمات11 سبتمبر 2001 بأمريكا. كما صنف تقرير معهد علم الاقتصاد والسلام الأمريكي، وهو مركز أبحاث مقره الولاياتالمتحدة وأستراليا مؤشر الإرهاب العالمي الدول على أساس بيانات من قاعدة بيانات الإرهاب العالمي التي يديرها مجمع مقره جامعة ماريلاند، وهو مرجع شائع الاستخدام لدى الباحثين في مجال الأمن و الاستقرار. وحسب الدراسة التي قام بها المعهد، فإن الباحثين استخدموا تعريف جامعة ماريلاند لمصطلح "الإرهاب" وهو "التهديد أو الإقدام على استخدام القوة والعنف بشكل غير مشروع من جانب طرف ليس دولة لتحقيق مأرب سياسي أو اقتصادي أو ديني أو اجتماعي عبر الخوف أو القسر أو الترويع"، ولا تشمل هذه أعداد القتلى الذين يقعون ضحايا لعمل مدعوم من الحكومة مثل الغارات الجوية أو أشكال أخرى من العمليات اللاانسانية. وأفادت الدراسة أن المنهج الذي اتبعته أتاح للباحثين المجال الكافي لاستثناء الممارسات التي يمكن أن ينظر لها على أنها تمرد أو جرائم تعصب أو جريمة منظمة والحوادث التي لا تتوفر بشأنها معلومات كافية. كما أظهرت أن عدد الهجمات الإرهابية كل عام تضاعف أكثر من أربع مرات على مدى السنوات العشر منذ 11 سبتمبر 2001 وان أكثر البلاد التي تأثرت كانت العراق وباكستان وأفغانستان، لكن عدد الوفيات سنويا في تلك الهجمات تراجع منذ أن سجل أعلى مستوى له عام 2007 أثناء حرب العراق. وأشارت الدراسة إلي سقوط 7473 قتيلا في 2011 بانخفاض قدره 25 بالمئة عن عام 2007 ويشمل الرقم القتلى من المفجرين الانتحاريين والمهاجمين الآخرين. وكشفت الدراسة أن العراق وباكستان وافغانستان والهند واليمن كانت الدول الخمس الأكثر تأثرا بالإرهاب على الترتيب وفقا لمقياس يستند إلى عدد الهجمات وعدد الضحايا والإصابات ومستوى الأضرار التي لحقت بالممتلكات والأشخاص. وأضافت ذات المصادر أنه ومن بين 158 دولة أجريت عليها الدراسة لم تشهد سوى 32 دولة حادثا واحدا يمكن أن يصنف على أنه "عمل إرهابي" منذ عام 2001، حتى عندما وضع في الاعتبار الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن ظلت أمريكا الشمالية المنطقة الأقل تضررا خلال الفترة التي أجريت الدراسة حولها. ووضع التقرير الجزائر رفقة كولومبيا التي عرفت اكبر تحسن خلال العقد الماضي من ناحية قلة العمليات الإرهابية، مبينا أن شعوب غرب أوروبا معرضون لأن يلقوا حتفهم في هجوم إرهابي أكثر من سكان أمريكا الشمالية بواقع 19 مرة. ومنذ تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية عام 2005 انخفض عدد القتلى في الجزائر بسبب العمليات الإرهابية، وظهر هذا الوضع جليا خلال هذا العام الذي صنف على انه الأمن في تاريخ الجزائر منذ العشرية السوداء بالرغم من الأخطار الأمنية المحيطة بها كالوضع في الدول المجاورة كمالي وليبيا . كما أشارت الدراسة إلى أن التدخلات العسكرية الأمريكية في إطار "الحرب على الإرهاب" التي يشنها الغرب ضد تنظيم القاعدة ربما زاد الاوضاع تفاقما، في حين أن من المتعذر إثبات أنها جعلت الداخل الأمريكي أكثر آمانا.