بينت دراسة لمعهد علم الاقتصاد والسلام نشرت أمس ، أن تحسنا أمنيا كبيرا تشهده الجزائر ، نتيجة تراجع عدد العمليات الإرهابية فيها، لا سيما أمام قدرة وخبرة الجزائر في مكافحة ظاهرة الإرهاب الدولية التي عانت منها طويلا ، و أضاف أن كولومبيا هي الأخرى شهدت تحسن في هذا المجال. أظهرت دراسة أن عدد الهجمات الإرهابية كل عام تضاعف أكثر من أربع مرات على مدار السنوات العشر، أي منذ 11 سبتمبر 2001 وان أكثر البلاد التي تأثرت كانت العراق وباكستان وأفغانستان. وتراجع عدد الوفيات سنويا في تلك الهجمات منذ أن سجل أعلى مستوى له في 2007 أثناء ذروة حرب العراق. وأشارت الدراسة إلي سقوط 7473 قتيلا في 2011 بانخفاض قدره 25 بالمائة عن 2007. ويشمل الرقم القتلى من المفجرين الانتحاريين والمهاجمين الآخرين. وقالت الدراسة إن العراق وباكستان وأفغانستان والهند واليمن كانت الدول الخمس الأكثر تأثرا بالإرهاب على الترتيب وفقا لمقياس يستند إلى عدد الهجمات وعدد الضحايا والإصابات ومستوى الأضرار التي لحقت بالممتلكات. وصنف مؤشر الإرهاب العالمي الذي أصدره أمس معهد علم الاقتصاد والسلام -وهو مركز أبحاث مقره الولاياتالمتحدة واستراليا- الدول على أساس بيانات من قاعدة بيانات الإرهاب العالمي، التي يديرها كونسرتيوم مقره جامعة ماريلاند ،وهو مرجع شائع الاستخدام لدى الباحثين في مجال الأمن. وأشار الباحثون إلى أن التدخلات العسكرية الأمريكية، في إطار الحرب على الإرهاب التي يشنها الغرب ضد تنظيم القاعدة، ربما زاد الأوضاع تفاقما، في حين أن من المتعذر إثبات أنها جعلت الداخل الأمريكي أكثر أمانا. وقال التقرير إن أسوأ تدهور في 2011 كان في سوريا واليمن. وشهد اليمن تصاعدا شديدا في النشاط المرتبط بتنظيم القاعدة في السنوات القليلة الماضية، في حين أن مقاتلي المعارضة السوريين الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد أصبحوا يلجؤون بشكل متزايد للهجمات الانتحارية والتفجيرات. وذكر أن من بين 158 دولة أجريت عليها الدراسة لم تشهد سوى 32 دولة حادثا واحدا يمكن أن يصنف على أنه عمل إرهابي منذ 2001. وحتى عندما وضع في الاعتبار الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن، ظلت أمريكا الشمالية المنطقة الأقل تضررا خلال الفترة التي أجريت الدراسة حولها. وتابع التقرير أن شعوب غرب أوروبا معرضون لأن يلقوا حتفهم في هجوم إرهابي أكثر من سكان أمريكا الشمالية بواقع 19 مرة. وتقول الدراسة إن حوادث الإرهاب بلغت 982 في 2002 مسببة سقوط 3823 قتيلا، وارتفع العدد إلى 4564 حادثا إرهابيا في أنحاء العالم عام 2011 أسفرت عن سقوط 7473 قتيلا. وأوضحت الدراسة أنه لم يحدث تصاعد في الهجمات بكل من أفغانستان وباكستان، إلا بعد حرب العراق، وأن هذا حدث في وقت متزامن بشكل كبير مع الحملات العسكرية المدعومة من الولاياتالمتحدة هناك والتي قام بها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والحكومة الباكستانية.