في ظل انتعاش عالم الشغل في الجزائر ورغبة منا في معرفة الطريقة التي يتم بها التوظيف في الشركات الخاصة ببرج بوعريريج، كان أول سؤال يراودنا هو الكيفية التي يتم بها التوظيف في هاته الشركات، فقمنا بمحاورة بعض الشباب، فأجمع كلهم على أن الشركات تقوم بالتوظيف المباشر، إما عن طريق الأقارب والمعارف والأصدقاء، أو عن طريق المسؤولين النافذين الذين يهتفون لأصحاب الشركات بهدف تشغيل فلان وفلان. ولكن كما يقال ".. صالحة بصالحة.."، يقوم أصحاب الشركات في الغالب بتوظيفهم بهدف سير مصالحهم الشخصية ومصالح شركاتهم، وإن اقتضت الضرورة عزل عامل وتعويضه به. ليبقى السؤال المحير: ما مصير الشباب الذي تشرق الشمس عليه وتغرب، وهو أمام الوكالة الوطنية للتشغيل ينتظر الجديد دون جدوى؟ شباب يتم توظيفهم بدون البطاقة الزرقاء وقد أكد بعض الشباب أن الذين يتم توظيفهم غالبا ما لا يحوزون على البطاقة الزرقاء بطاقة طالب العمل وأكثر هؤلاء الإناث الذين أصلا لا يعرفون مقر الوكالة، وبعدها يتم إحضارها لهم من طرف إدارة الشركات رفقة الورقة البيضاء، ليبين مرة أخرى انحطاط الوكالة والخطر الذي قد ينجر عنه أمور سلبية أخرى. في حيرة منا، راودنا سؤال عن كيفية توظيف هؤلاء رغم أن القانون ينص على توجيه طلب اليد العاملة إلى الوكالة المحلية للتشغيل، التي بدورها تقوم بدراسة الطلب وإرسال العدد المطلوب. لكن في الأخير وبعد تحريات قمنا بها، تبين أن توظيف هؤلاء الشباب يكون مباشرة، ثم يرسل الطلب في سرية تامة إلى الوكالة لتأشيره دون تعليقه والإعلان عليه. ليضاف سؤال آخر إلى مجمل أسئلتنا هو: أين مصداقية وكالة التشغيل وما مصير تعليمات وزير التشغيل؟ وهل الوكالة متواطئة مع أصحاب الشركات ورؤساء مصالحها.. أم ماذا؟ ومن خلال آراء أغلب الشباب الذي عمل وتم فصله من بعض الشركات، تبين أن هاته الشركات تقوم بالتوظيف لفترة معينة، سواء شهر وشهرين و03 أشهر، ثم يتم طردهم لأسباب مختلفة ومتعددة، لينقضي حلم إيجاد عمل آخر إلى إشعار لاحق. ومن جهة أخرى، هناك شركات لا تولي أدنى اهتمام بالعامل، فبعضهم لا يقوم بتأمينهم والآخر لا يقوم بإعطائهم ساعاتهم الإضافية التي يكدون من أجلها، وصنف منهم يسنّ القوانين كما يحلو له. وخوف العمال من ضياع مناصبهم وعدم إيجادهم لآخر، هو سبب سكوتهم وتحمّلهم. * انعدام الرقابة لمفتشية العمل وراء تنامي الظاهرة ولأن لمفتشية العمل دورا كبيرا في الحد من هذه الظاهرة ، فقد أصبح لزاما عليها أن تقوم بزيارات ميدانية مفاجئة ومباغتة لمعرفة الحقائق والمتسبب فيها، ومعرفة مصير الشباب الضائع الذي يسعى للظفر بمنصب يقتات منه، خاصة وأن أغلبهم من ذوي الشهادات العليا. وإن قامت بذلك، فأصحاب هؤلاء الشركات يكونون قد قاموا بتوفير الجو المناسب كي لا تشك مفتشية العمل في أي شيء.