ولأننا في ظل مشكلة بطالة يعاني منها العالم كله، كما أن أصحاب الأعمال أنفسهم يجدون صعوبة أحيانا في إيجاد الأشخاص المناسبين للوظائف في الوقت المناسب، في حين أن التكنولوجيا يمكنها المساعدة بالفعل وتقريب المسافات بين أصحاب العمل والطامحين إليه• لكن السؤال هل للمواقع المخصصة للبحث عن وظائف عبر الأنترنت مصداقية في التوفيق بين الباحثين عن العمل وبين الشركات المستقبلة• انتشرت، مؤخرا، وكالات التوظيف عبر الأنترنت في مختلف أرجاء الوطن لخدمة الأشخاص ذوي الكفاءات العليا أو غيرهم، عن طريق فتح مواقع التوظيف والشبكات الاجتماعية للباحثين عن فرص شغل، حيث تقوم هذه المواقع بدور الوسيط بين الباحثين عن عمل وبين أصحاب العمل• وفي هذا السياق، انتقلت ''الفجر'' إلى إحدى وكالات التشغيل عبر الأنترنت بالجزائر العاصمة ''أومبلوا - نت''، لاستطلاع كيفية عمل هذه الأخيرة وتوافد الناس إليها عبر شبكات الأنترنت، عن طريق بعث سيرتهم الذاتية لأحد هذه المواقع• تحدثنا مع مسؤول بوكالة ''أومبلوا- نت''، وكشف لنا عن الإقبال الكبير للباحثين عن فرص عمل من كل جهة باختلاف مستواهم العلمي• كما أن الكثير منهم حظي بمناصب شغل بعد دراسة سيرتهم الذاتية، حيث تقوم هذه المواقع بإجراء المقابلات الشخصية نيابة عن الشركات وتقدم عرضا نهائيا لقبول الوظيفة، أو أنها تقوم بتحديد موعد للمقابلة مع عارضي الوظيفة• وأضاف المتحدث بأنه يتم اختيار الأشخاص المناسبين بالنظر إلى مستواهم العلمي عن طريق الشهادات والتخصصات الحائزين عليها، وذلك لإدماجهم في مناصب شغل تليق بهم• فالحلول التي قدمها الأنترنت غيرت كثيرا من الفكرة التقليدية للبحث عن وظيفة مثل الأيام السابقة، حيث تطور الأمر من مجرد البحث عن وظيفة إلى استخدام وسائل وأدوات مختلفة على الأنترنت• من جهة أخرى تقوم الكثير من الشركات بوضع إعلاناتها للتوظيف بدلا من وقائع التوظيف المعروفة والمنتشرة في أغلب كبريات المدن• وعند حديثنا مع محمد، شاب متخرج من الجامعة يحمل شهادة ليسانس في العلوم التجارية، أيّد فكرة البحث عن وظيفة عن طريق شركات التوظيف عبر الأنترنت لقول هذا الأخير بأنها أنسب وسيلة نظرا لانتشار ظاهرة الوساطة في توفير مناصب شغل• من جهة أخرى تقول صباح، وهي تحمل شهادة ليسانس في الحقوق، بأنها قصدت عدة شركات ومؤسسات وأودعت سيرتها الذاتية في عدة مكاتب قصد توظيفها، لكن في كل مرة تصطدم بعدم الرد على طلبها أو رفضه بالمرة• بالرغم من أن هذه الوكالات أو مواقع التوظيف عبر الأنترنت المنتشرة عبر أرجاء الوطن والولايات ساهمت في تشغيل العديد من الناس، إلا أنها لا تخلو من نقائص أو سلبيات قد تضر بالشخص الراغب في إيجاد عمل، فمن سلبيات التوظيف الإلكتروني عدم ضمان مسألة البيانات التي تحتويها السير الذاتية، أين يتم تداولها بين الشركات والجهات التي تقوم بإجراء أبحاث، بالإضافة إلى تعرض بيانات السير الذاتية الخاصة لخطر التلاعب بها واستخدامها في أغراض شخصية•