لا نؤمن بمسابقات التوظيف.. الخدمة شطارة ..أكملت دراستي ولن أضيع وقتي في ''الكونكور''، وأنتظر توظيفي عن طريق ''المعارف''..نسمع عن المسابقات في الجرائد والإذاعة فقط..لكن في الواقع ''الليستا واجدة''..اجتزت 3 مسابقات على التوالي..واليوم راني نخدم في تشغيل الشباب..هي تصريحات جاءت على لسان بعضالشباب المتخرجين من الجامعات..في رحلة البحث عن وظيفة مستقرة، بعدما فقدوا الأمل في الحصول عليها عن طريق ''الكونكور''. هم شباب التقيناهم أمس؛ خلال الجولة الإستطلاعية التي قمنا بها والتي قادتنا إلى شوارع العاصمة، تقربنا من العديد منهم، فكانت أجوبتهم تصب في معنى واحد..فالكل يبحث عن وظيفة مستقرة بعد سنوات من الدراسة والجد..لكن الكل تأسف على طريقة التوظيف ببلادنا حين أصبحت ''مسابقات التوظيف'' حكرا فقط على فئة ''أصحاب المعارف'' و'' أصحاب التشيبات''، الذين بمقدورهم الدفع أكثر مقابل الحصول على وظيفة..ليبقى الزوالية وحتى أصحاب الشهادات العليا، ينتظرون أول فرصة تتاح لهم لتحقيق حلم ''الهربة'' إلى الضفة الأخرى..قصد تسوية الوضعية الإجتماعية..حين فقدوا الأمل في ''الكونكور''..وقصد إثراء الموضوع تنقلنا إلى محطة الطلبة بساحة أول ماي بالعاصمة.. ''الكارطة الزرقاء خير من كونكور يا خاوتي'' هناك كانت لنا دردشة مع طالبتين تدرسان بكلية الحقوق وهما بصدد التحضير للحصول على شهادة الكفاءة المهنية، كانتا تنتظران قدوم حافلة نقل الطلبة، ولما كشفنا لهما عن هويتنا وبأننا بصدد إنجاز موضوع عن ''مسابقات التوظيف''، وافقتا بسهولة كبيرة إلى درجة أنهما فرحتا كثيرا وأكدتا لنا بأنهما كانتا بصدد الحديث عن هذا الموضوع بالضبط، فصرحت لنا ''ك.ل'' بأنه في زمننا هذا أصبحت ''الكارطة الزرقاء'' أحسن بكثير من ''الكونكور''، فراحت تسرد لنا حكاية أخيها مع مسابقات التوظيف، والذي تخرج السنة الماضية بشهادة مهندس في الكيمياء من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، وبعد اجتيازه لإحدى مسابقات التوظيف التي تم الإعلان عنها في الجرائد والإذاعة، راح ينتظر النتيجة بفارغ الصبر، لعله يحصل على ''وظيفة محترمة''..لكنه ولسوء حظه لم يدرج اسمه في قائمة الناجحين، رغم أنه من بين الطلبة النجباء في الجامعة، لتضيف قائلة:'' أخي لم يفقد الأمل في الحصول على وظيفة، لكنه فقط في الحصول عليها ''بالكونكور''، ومع ذلك فقد سجل على مستوى وكالات التشغيل ليتحصل على ''الكارطة الزرقاء'' التي فتحت له الباب نحو التشغيل، بعدما تم استدعاؤه للعمل بإحدى الشركات الأجنبية..فلا كونكور ولا هم يحزنون..''..ولما سألناها إن سبق لها واجتازت مسابقة أجابت بصراحة:'' ربما لدي أمل كبير في استكمال دراستي العليا و نيل شهادة الماجيستير والدكتوراه..لأنني أعلم بأن الحصول على وظيفية باجتياز مسابقة أصبح أمرا جد صعب، خاصة على الزوالية مثلنا''..لتقاطعها زميلتها في الصف ''ك.ب''، بأنها لا تؤمن إطلاقا ''بالكونكور''، لأن ''الليستة واجدة''، وهي اليوم تحضر لنيل شهادة الكفاءة المهنية بكلية الحقوق وتنتظر بفارغ الصبر الحصول على وظيفة، لكن عن طريق ''المعارف''، فأضافت قائلة:'' سأحدثكم عن واقعة حدثت لي شخصيا، فحين تقدمت في بداية السنة الجامعية بطلب للإدارة لتسجيلي بأحد الأفواج لاستكمال دراستي، ليتم رفض طلبي وطلبوا مني التسجيل بفوج آخر..غير أنني رفضت ذلك وطلبت تدخل أحد معارفي على مستوى الكلية لتحقيق طلبي وبالفعل لقد تحقق ذلك، واليوم أنا أتابع دراستي بالفوج الذي اخترته وليس بالفوج الذي اختارته الإدارة لي..إن هذا المثال يبدو لكم سخيفا، لكن صدقوني هذه هي الحقيقة، فمن لا يملك ''المعارف'' فلا يطمح يوما في الحصول على وظيفة''.. تخرجت منذ 5 سنوات..اجتزت 3 مسابقات واليوم أنا عاملة ب 5 آلاف دينار وفي تلك اللحظات ونحن ندردش مع الطالبتين، حتى لمحنا شابة كانت تقف بالقرب منا وهي تنظر إلينا وتهز رأسها بين اللحظة والأخرى، كأنها تريد أن تقول شيئا عما كنا نتحدث عنه، اقتربنا منها وطلبنا رأيها فردت المدعوة ''ت.ع'':'' صحيح ما قالته الفتاتان ولا أخالفهما الرأي ''، ولما طلبنا منها أن تحدثنا وتسرد لنا حكايتها مع ''الكونكور''، أخبرتنا بأنها أنهت دراستها منذ 5 سنوات بعدما تخرجت من الجامعة بشهادة الدراسات التطبيقية تخصص ''إعلام آلي وتسيير''، وظلت تبحث عن وظيفة لكنها لسوء حظها لم توفق، رغم أنها اجتازت 3 مسابقات على التوالي، لكن بدون جدوى وبدون نتيجة، إلى درجة أنها أصبحت تشارك في مسابقات للتوظيف لا تتوافق إطلاقا و مستواها الدراسي، ولما سألناها عن وضعها المهني الحالي..راحت تضيف:''لما أغلقت كافة الأبواب في وجهي اضطررت للتوجه إلى وكالات تشغيل الشباب وهناك تمت الموافقة على تشغيلي في إطار عقود ما قبل التشغيل في منصب مكتبية، وأتقاضى 5 آلاف دينار منذ سنتين ولحد الساعة لم يتم إدماجي في منصب عمل مستقل..فحتى شهادتي الجامعية التي سهرت الليالي لأجلها وتعبت في نيلها.. ظلت معلقة بأحد زوايا منزلنا، إلى غاية أن يأتي الفرج بإذن الله''. الخدمة قفازة وشطارة.. والكونكور زيادة غيرنا وجهتنا باتجاه محطة سيارات الأجرة بساحة أول ماي، وهناك صادفنا طالبتين كانتا تجلسان بأحد المقاعد العمومية، تقربنا منهما وطلبنا رأيهما في الموضوع الذي كنا بصدد إعداده، فأوضحت لنا الطالبة ''ب.ي'' التي تدرس سنة خامسة بيولوجيا بجامعة هواري بومدين للعلوم و التكنولوجيا بباب الزوار وهي تحضر حاليا لمشروع نهاية الدراسة لنيل شهادة مهندس في البيولوجيا، أوضحت لنا بأنها لا تؤمن إطلاقا بمسابقات التوظيف التي يتم الإعلان عنها في الجرائد وفي الإذاعة والتلفزيون، لأن ''أصحاب المعارف'' و ''أصحاب الشكارة'' هم من يسيطرون على المسابقات، لتضيف:'' لن أبقى مكتوفة الأيدي عند التخرج سأقوم بإيداع ملفاتي على مستوى كافة الشركات والمؤسسات إلى غاية الحصول على وظيفة..لأنه وبكل بساطة الخدمة في بلادنا شطارة وقفازة ولي يستنا الكونكور عمرو ما يصيب خدمة''..لتضيف زميلتها في الصف المدعوة ''ح.ح''، هي الأخرى تقوم بالتحضير مذكرة تخرجها من الجامعة، بأن لديها أختا قد تخرجت من الجامعة، ولما تم الإعلان في أحد الجرائد عن إجراء مسابقة للتوظيف، لم تتأخر لحظة فقامت بإيداع ملفها في المدة المحددة واجتازت المسابقة، وهي اليوم تنتظر الإعلان عن النتائج، ولما سألناها عن أمل أختها في النجاح، ردت قائلة:'' أختي شاركت في الكونكور ''pour la forme''، لأنها تعلم بأنها لن تكون من ضمن الناجحين و الناجحات لأن الليستة واجدة من قبل''. ولما سألناها عن مستقبلها المهني بعد التخرج، أخبرتنا بأنه في العديد من المرات قد أتيحت لها فرصة الحصول على وظيفة، لكنها رفضت التوظيف بسبب الشروط التعجيزية التي تفرضها بعض المؤسسات، كاشتراط ''جواز سفر'' أو اشتراط توفر المعني بالأمر على سيارة أو اشتراط التنقل خارج العاصمة..هي شروط أرفضها ولا تناسبي على الإطلاق كوني امرأة..وبخصوص مسابقات التوظيف؛ أخبرتنا بأنه لم يسبق لها وأن شاركت في مسابقة لأنها وبكل بساطة لا تؤمن بها، لأنها في بلدنا أصبحت حكرا فقط على فئة معينة من المجتمع..تركنا تلك الطالبتين لعل الحظ سيبتسم لهما بعد التخرج..لنتوجه بعدها إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي و بالقرب من مدخله، التقينا بالشابين اللذين اقتربنا منهما.. ''لا أعرف معنى ''الكونكور'' واليوم راني خدام زهر في نات كوم'' ومباشرة لما حدثناهما عن الموضوع، أكدا لنا بأنهما لا يعرفان معنى ''الكونكور'' لأنهما وبكل بساطة لم يكملا دراستهما، نظرا لظروفهما الإجتماعية القاسية التي منعتهما من ذلك، ورغم ذلك لم يقفا مكتوفا الأيدي إلى غاية أن حصلا على وظيفة بمؤسسة بشركة ''النات كوم'' منذ سنة تقريبا، ليصرح أحدهما قائلا:''صح جريت باش لقيت خدمة بصح علابالي بلي راني خدام زهر في الشركة''، ولما سألناها عن ظروف العمل، أكد لنا بأنها مزرية، خاصة في ظل عدم توفر وسائل العمل، وأنه متزوج وأب لأربعة أبناء ويتقاضى راتبا شهريا يقدر ب14 ألف دينار..ورغم ذلك فهو لم يفقد الأمل وينتظر بفارغ صبر اليوم الذي سيتم إدماجه في منصب مستقر، ليضيف صديقه بأنه هو الآخر متزوج وأب لطفلين، وقد التحق بنات كوم منذ سنتين، غير أنه لا يعرف سبيلا للمسابقة، لأن مستواه الدراسي لا يسمح له باجتياز أية مسابقة.. الكشف عن مناصب العمل مقابل ''التشيبة'' وصرح لنا أيضا شباب آخرون أن عددا من مسؤولي الوكالة الوطنية للتشغيل يقومون بتجاوزات خطيرة، تتمثل في عدم الكشف عن مناصب العمل التي تصلهم من الشركات الخاصة والعمومية، والتي تبحث عن موظفين، ويقومون بالكشف عنها إلا لأقاربهم ومعارفهم، إلى درجة أنهم أصبحوا يقومون ببيع المناصب بأثمان محددة حسب طبيعة الوظيفة..وهو ما أكده الشاب ''محمد.ك'' من ولاية البويرة، الذي قال أن مديرية التشغيل على مستوى ولايته، تسير من طرف ما أسماه بالمافيا، حيث ورغم مرور سنوات من إيداعه لملفه لدى الوكالة، إلا أنها لم يسبق وأن استدعته، في حين يستدعى آخرون في نفس اختصاصه، رغم أنه لم يمض على إيداع ملفاتهم سوى شهر أو شهرين، وقال أن هذه الوكالة تكرس البيروقراطية في التشغيل وغير مؤهلة لأداء الدور المنوط بها، وقال أن هذه الوكالات أوجدت من أجل توفير الشغل للشباب، غير أنها تكرس التفريق والمحاباة في الحصول على منصب رزق. فازت زوجة ابن نائب مدير الجامعة.. ورسبت بنت مفتش الوظيف العمومي ومن بين الفضائح التي حدثت في مسابقات التوظيف بولاية سكيكدة، فقد أوضحت مصادر ''النهار''، أن في سنة 2008، لجأ مفتش الوظيف العمومي بالولاية، على عدم التأشير على محضر نتائج المسابقة وقام بإلغائها، وهذا بعدما اكتشف وجود تجاوزات في تحديد قائمة الفائزين، بناء على محضرين متناقضين، بحيث تم الإعلان عن فوز زوجة ابن نائب مدير الجامعة في المسابقة، ورسوب بنت مفتش الوظيف العمومي، وهي القضية التي عجلت بتحويل مفتش الوظيف العمومي من سكيكدة إلى إحدى ولايات الشرق المجاورة. لازالت قضية تزوير وثائق امتحانات مسابقة مساعدي التربية بولاية الطارف تثير التساؤل، بعد أن بلغت شكاوى المحتجين أروقة العدالة، إثر الدعوى التي رفعها المحتجون على نتائج المسابقة، بعد اكتشافهم لفضيحة تزوير أوراق الإجابات، لصالح بعض الأشخاص العاملين بسلك التربية، من خلال تغيير خط الكتابة ووضع علامات مع تزوير توقيعات الحراس والمصححين، وفي انتظار فصل العدالة في القضية، فإن ضحايا المسابقة ينتظرون متى تنصفهم العدالة. أستاذ يكشف فضيحة توظيف في جامعة باتنة قدّم الأستاذ '' ج.ا'' العامل وفقا لنظام التعاقد في كلية العلوم في جامعة باتنة شكوى مرفوقة بوثائق وأدلة- تحصلت ''النهار'' على نسخة منها - إلى وزارة التعليم العالي والوظيف العمومي، طالب من خلالها حراوبية التدخل لإنصافه واسترجاع حقه، حيث أكد الأستاذ أنه تقدم وشارك في 2009، في مسابقة توظيف أساتذة مساعدين صنف '' ب ''، تخصص ديناميكية الأوساط الفيزيائية والأخطار الطبيعية التي نظمتها جامعة الحاج لخضر بباتنة، وكانت النتائج باحتلاله المرتبة الأولى في قائمة الاحتياط، لكن إدارة الجامعة قامت بإنجاح شخص آخر، ومنحه نقاطا إضافية بطريقة غير شرعية، رغم أن المعني بالأمر يشغل منصب باحث دائم في مركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة بولاية بسكرة، ولا يحق له المشاركة في تلك المسابقة.